للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤذن له، ثم دخل فقال:

دخلت على معاوية بن حرب ... وكنت وقد يئست من الدخول

رأيت الحظّ يستر عيب قوم ... وأيهات الحظوظ من العقول

قيل لحبّى المدنيّة: ما الجرح الذي لا يندمل؟ قالت: حاجة الكريم إلى اللئيم ثم لا يجدى عليه. قيل لها: فما الذّلّ؟ قالت: وقوف الشريف بباب الدنيّ ثم لا يؤذن له. قيل لها: فما الشّرف؟ قالت: اعتقاد المنن في أعناق الرجال، تبقي للأعقاب في الأعقاب.

وقيل لعبوة بن عديّ بن حاتم وهو صبيّ، في وليمة كانت لهم: قف بالباب فاحجب من لا تعرف وائذن لمن تعرف. فقال: لا يكون- والله- أوّل شيء استكفيته منع الناس من الطّعام.

وأنشدت لأبي عيينة المهلّبيّ:

بلغة تحجب الفتى عن دناة ... وعتاب يخاف أو لا يخاف

هو خير من الرّكوب إلى با ... ب حجاب عنوانه الانصراف

بئس للدولة التي ترفع السّف ... لة فيها وتسقط الأشراف

وأنشدت لموسى بن جابر الحنفي:

لا أشتهي يا قوم إلّا مكرها ... باب الأمير ولا دفاع الحاجب

ومن الرّجال أسنّة مذروبة ... ومزنّدون شهودهم كالغائب

منهم أسود لا ترام، ومنهم ... ممّا قمشت وضمّ حبل الحاطب

وأنشدني بعض أصحابنا:

إني امرؤ لا أرى بالباب أقرعه ... إذا تنمّر دوني حاجب الباب

ولا ألوم امرأ في ودّ ذي شرف ... ولا أطالب ودّ العكاره الابي

وأنشدني ابن أبي فنن:

<<  <   >  >>