أنْهُمْ أصْحَابُ النَّارْ في سورة المؤن مقدار ما يشرب من الماء، وقال غيره مقدار ما يقال أعوذ بالله من النار ثلاث مرات أو سبع مرات وروي ان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان إذا دخل شهر رمضان قام أول ليلة من خلف الإمام يريد ان يشهد افتتاح القرءان فاذا ختم أتاه أيضا ليشهد ختمه فقرأ الإمام إنما نحن مصلحون وركع فعابه عِمر وقال قطعت قبل تمام القصة ولَكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ وقد مثلوا قاريَ القرءان بالساير في الارض. قال ابن مسعود رضي الله عنه الوقف منازل القرءان، ولا يخفى ان من له نَّظُر سديد لا يعِدل عن النزول بموضع مأمون من المخاوف خصب كثير الماء والكلا وما يقيه من ألحر أو القر إلى ما هو بالعكس اللهم الا ان يعلم انه إذا سار يجد بين يديه ما هو مثله أو خير منه، وقال صاحب النشر فيه بعد أن ذكر ما قدمناه عن علي وأبن عمر ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلم الوقف والابتداء ومعرفته وفي كلام ابن عمر برهان على ان تعلمه اجماع من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر يزيد بن القعقاع إمام أهل المدينة الذي هو من أعِيان التابعين وصاحبِه الامام نافع بن أبي نَّعيم وأبي عمرو بن العلا ويعقوب الحضرمي وعاصم بن أبي النجود وغيرهم من الايمة وكلامهم في ذلك معروف ونصوصهم عليه مشهورة من الكتب ومن ثم اشترطه كثير من ايمه الخلف على المجيزأن لا يجيز أحدا الا بعد معرفته الوقف والابتداء وكان ايمتنا يوقفوننا عند كل حرف ويشيرون الينا فيه بالأصابع سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم الأولين رحمة الله عليهم أجمعين انتهى.
إذا علمت هذا فاعلم إن الكلام على الوقف والابتداء ينحصر في بابين الأول معرفة ما يوقف عليه ويبتدأ به ومرجع هذا إلى فهم