الوقف فلا يجوز الوقف عليه والابتداء بما بعده حكمه وحكم ما اتصل بالكلمة خطا وكذلك كل كلمة اتصل بها ضمير متصل سواء على حرف واحد أم اكثر مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا نحو قُلْتُ وقُلْنَا ورَبِّي ورَبُّكُم ورُسُلِهِ ورُسُلُكُمْ ورُسُلُنَا ومَنَاسِكَكُمْ ومِيثَاقَهُ وفَأحْيَاكُمْ ويُمِيتُكمْ ويحْيِكُمْ وأنُلْزِمُكُمُوهَا وكذلك حروفُ المعجم المقطعة في فواتح السور سواء كانت ثنائية أم ثلاثية أو اكثر من ذلك نحو يس وحم الم المص كهيعص ولم يخرج عن هذا إلا حم عسق فكتب بالفصل بين الميم والعين، وكذلك كل كلمتين اقَلَ الثانية منهما همزة وصورت على مراد التخفيف واوا أو ياء كتبتا موصولتين نحو هَؤُلاءِ ولِئَلاَّ ويَوْمَئذِ وحينئذ وكذلك الاصل في كل كلمة كانت على حرفين فصاعدا إن تكتب منفصلة من التي بعدها وسواء كانت اسما أم فعلا أم حرفا إلا ال فانها لكثرة دورها نزلت من الكلمة التي دخلت عليها منزلة الجزء فوصلت بها وسواء كانت حرفا نحو الرَّحْمَن الرَّحِيمِ والكتاب والدنيا والآخِرَةُ والْجَنَّةُ والنَّارُ أم اسما نحو الْخَالِقُ الْبارِي الْمُصَوَرُ والمُصَدّقِينَ والْمُصَدّقَات والْمَرْفُوعِ والْمَسْجُورِ وكذلك ياء النداء نحو ياموسى يادم يأيُّها يَاقَوْمِ وكذلك هاء التنبيه نحو هَذَا وهِذِه وهَأنْتُمْ فانهما لما حذفت الفهما صارا على حرق واحد فاتصلا بما بعدها وكل ما خرج عن هذا فهو عن خلاف الأصل لحكم وفوائد تطلب من مواطنها.
تنبيه - لا يخفى عليك إن كثير مما ذكرته ليس في محل وقف وإنما المراد لو اضطر القاري إلى الوقف عليها كيف يقف ولهذا لم نتعرض لذكر المقطوع والموصول مع انه مبين غاية البيان في الكتب المؤلفة للصبيان والله اعلم.
ويقع الخطأ في هذا الباب من اوجه منها الوقف عليه وقد كثر هذا في الناس حتى كأنهم لا يفهمون ما يتكلمون به بل بعضهم يفعل ما هو دليل على قوة جهله أو غفلته فتراه يتعدى الوقف السايغ وربما يكون أتم بكلمة أو كلمتين ويقف وربما يتعدى إلى ما لا يصح الوقف عليه ولا الابتداء بما بعده