المناسبة ولا يدخلها التعليل وأيضا ما من حرف قرنت به إلا ويرد هذا السؤال عليه سلمنا وروده لكن لا يكون السؤال هكذا بل يقال هل لاقترانه باللام دون ساير حروف التهجي من حكمة اطلع الله عليها عباده أو هذا مما انفرد الله بعلمه ولم يُطلع عليه احدا من خلقه أو اطلع على ذلك أهل خصوصيته دون غيرهم فالجواب إن يقال لذلك والله اعلم حكم الأولى إن اللام من الحروف المدلقة فهو حرف سلس سهل كثير الدوران في الكلام تكلم به أهل كل لغَة يسير النطق لا يتعاصى على اللسان ولذلك لا يقع الخطأ فيه إلا نادرا فكان أولى من ساير الحروف الثانية إن اللام اختص مع الألف في الوضع بأمر ليس في ساير الحروف وهي إنها تكون معانقة لها إذا اجتمعنا بخلاف ساير الحروف فبينهما جرة كما بين ساير الحروف إذا اجتمعن الثالثة إنها اقترنت بها في اسم الجلالة وسلطان الأسماء وهو الله وحذفنها منه لحن تفسد به الصلاة ولا ينعقد به صريح اليمن كما قاله البيضاوي وغيره ونازع فيه النوري وقال اللحن مخالفة صواب الأعراب وهذه الكلمة العظيمة بحذف ألفها تصير كلمة أخرى قلت ولعل هذا هو مراد البيضاوي وغيره إذ اللحن يطلق على الخطأ من حيث هو وقال ابن الصلاح حذف الألف لغَة حكاها الزجاجي قلت وكذلك غيره لكن الظاهران حذف الألف إنما جاء في ضرورة الشعر كقوله " إلا لا بارك الله في سهيل - إذا ما الله بارك في الرجل " والله اعلم، وكذلك قرنت معها في أول كلمة التوحيد وعنوان الأيمان وهي لا اله إلا الله إلا إنها في اسم الجلالة محذوفة في الخط تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف وفي لا اله إلا الله مرسومة في الخط الرابع إن الحروف