تسعة وعشرين حرفا قلت أليس فيها ألف ولام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام الألف حرف واحد أنزله الله على ءادم في صحيفة واحدة ومعه سبعون ألف ملك من خالف لام الألف فقد كفر بما انزل علي، من لم يعد لام ألف فهو بريء مني وأنا بريء منه ومن لم يؤمن بالحروف وهي تسعة وعشرون لا يخرج من النار أبدا، قال الله تعالى الم ذَلِك الْكِتبُ فكأنه قال يا محمد هذه الحروف ذلك الكتاب الذي أنزلته على أبيك ءادم انتهى فان قلت أليس قد ذكر الألف في أول الحروف قلت المراد به الهمزة قال في الصحاح الألف على ضربين لينية ومتحركة فاللينية تسمى ألفا والمتحركة تسمى همزة، وقال شيخ شيوخنا أبو بكر الشنواني الألف اسم مشترك بين المدة التي هي أوسط حروف جاء والهمزة التي هي أخرها بدليل الألف ساكنة أو متحركة وألف الوصل تسقط في الدرج والمتحركة تسمى ألفا وتسمى همزة والهمزة اسم مستحدث تمييزا للمتحرك عن الساكان ولذلك لم يذكروا الهمزة في التهجي
بلبل
اقتصروا على الألف وذكرت في موضعين من التهجي تنبيها على معنييها انتهى فان قلت لِمَ لم يقولوا همزة وقالوا ألف قلت عادتهم إن يجعلوا في أول كل اسم حرف مسماه، فلو قالوا همزة لكان ها، وأيضا عبر عنها بالألف لأنها تكتب بصورته كثيرا لا سيما إن كانت أولا فلا تكتب إلا بصورته فان قلت لم قيل للألف المدية لام ألف ولم يقل با ألف أو تا ألف والدلالة بهذا كالدلالة بهذا قلت هذا غير وارد لانّ لام ألف اسم للألف المديّة فهو علم مرتجل أي مبتكر وكذلك أسماء ساير الحروف فهي اعلام مرتجلة للنقوش المعروفة عند من يحسن صنعة الكتابة والجيم مثلا اسم ومسماه جه من كجعفر وهكذا ساير الحروف وقد قال الخليل يوما لاصحابه كيف تنطقون بالجيم من جعفر قالوا جيم قال إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسؤول عنه وهو جه والأعلام المرتجلة كفقعس أبو قبيلة من بني اسد وأدد أبو قبيلة من اليمن لا يلزم فيها