ذلك عند المحققين قاله سيبويه اصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفا وهي الهمزة والألف وساقها إلى آخرها على ترتيبها في المخارج، وزعم المبرد إنها ثمانية وعشرون قال الجاريري وكان المبرد يعدها ثمانية وعشرين ويترك الهمزة ويقول لا صورة لها وإنما تكتب تارة واوا وتارة ياء وتارة ألفا فلا أتعدها مع الحروف التي أشكالها محفوظة معروفة جارية على الألسن موجودة في اللفظ يستدل عليها بالعلامات انتهى، وهو في غاية من الشذوذ وبعد منِ النظر لانهما أي الهمزةَ وأحدَ هذه الحروف الثلاثة حرفان متميزان مخرجا وصفة يوجد أحدهما حيث لا يوجد الآخر ويجتمعان فيما لا يعد كثرة من الكلمات بنِاءً، وَدُعاَءً، وآباَؤُكُمْ، والنُّبؤَةُ، وَهَنِيئاً وميَريثاً وهو من باب جعل الاثنَّين واحدا وهو باطل بلا شك، وبعض الأغبياء يعتقد إنها ثمانية وعشرون لكن لا على الوجه الذي قاله المبرد بل يزعم إن لاما ولام ألف واحد والأمر ليس كذلك بل لمراد بلام ألف الألف المدية التي هي ثاني حروف قال وجاء فهو اسم لها كساير أسماء حروف التهجي إلا انه اسم مركب لأجل إن الألف لا يمكن النطق بها إلا مقرونة مع غيرها فجعل اسمها كذلك مقرونا مع غيره وهي من اكثر الحروف في الكلام دورا ومن أنكرها فقد أنكر المحسوس وخرج عن طور العقلاء وفي الحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه انه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كل نبي مرسل بم يرسل قال بكلمات تنزل فقلت يا رسول الله أي كتاب أنزله الله على ءادم قال كتاب المعجم أ - ب - ت - ث إلى أخره قلت يا رسول الله كم حرف قال تسعة وعشرون قلت يا رسول الله عددت ثمانية وعشرين فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت عيناه ثم قال يا أبا ذر والذي بعثني بالحق نبيا ما انزل الله على آدم إلا