وابن بليمة وابن الباذش إلى تفاوت مراتبه كالمنفصل ثم اختلفوا فذهب الداني وغيره إلى انه أربع مراتب إشباع من غيرُ إفحاش لحمزة وورش من طريق الازرق ودونه لعاصم ودنه لابن عامر والكسائي وخلف في اختياره ودونه لقالون والمكي وأبي عمر ووأبي جعفر ويعقوب، وغالب عمل مشايخنا الإقراء بها وذهب الاستاذ أبو بكر بن مجاهد والطرسوسي وجماعة إلى انه مرتبتان الاشباع لورش وحمزة والتوسط اللباقين وهذا هو المختار عندي وبه أقرئ غالبا ليسره وقربه وهو أقرب لقول من قال لا تفاوت فيه وبه كان الشاطبي رحمه الله تعالى يقرأ قال تلميذه السخاوي رحمه الله عنه: إنه كان يأخذ في هذا النوع بمرتبتين طولى لورش وحمزة ووسطى للباقين ويعلل عدوله عن المراتب الأربع التي ذكرها الداني وغيره بأنها لا تتحقق ولا يمكن الاتيان بها في كل مرة على قدر السابقة. انتهى - وهو ظاهر والحس يصدقه وقوله لا يمكن أي عادة وليس المراد به الإمكان العقلي ولا يعكر علينا كلام الجعبري فانه قال بعد إن نقل كلام السخاوي قلت: فان حمل هذا على انه كان يقري به فهو خلاف ما عليه التيسير وساير النقلة ولعله استأثر بنقله وقوله إن المراتب لا تتحقق فمر تبناه أيضا كذلك. انتهى - فانه غير مسلم وفيه أيضا قصور يعلم ذلك من كلام المحقق ابن الجزري قال في نثره: يجري في المتصل الإشباع والتوسط يستوي في معرفة ذلك اكثر الناس ويشترك في ضبطه غالبهم وتُحكم المشافهة حقيقته ويبين الأداء كيفيته ولا يكاد تخفي معرفته على أحد وهو الذي استقر عليه رأي المحققين من ايمتنا قديما وحديثا وهو