للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالحواس الطبيعية، فمن الحماقة إذن أن أنكر وجوده بسبب عجز العلوم عن الوصول إليه، وفوق ذلك فإن الفيزياء الحديثة قد علمتني أن الطبيعة أعجز من أن تنظم نفسها أو تسيطر على نفسها"١.

ويقول كذلك: "إن الطبيعة لا تستطيع أن تصمم أو تبدع نفسها؛ لأن كل تحول طبيعي لا بد أن يؤدي إلى نوع من أنواع ضياع النظام أو تصدع البناء العام, إن هذا الكون ليس إلا كتلة تخضع لنظام معين لا بد له من سبب أول لا يخضع للقانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية, ولا بد أن يكون هذا السبب غير مادي في طبيعته"٢ انتهى باختصار.

ويقول "كريسي موريسون": "والطبيعة لم تخلق الحياة, فإن الصخور التي حرقتها النار والبحار الخالية من الملح لم تتوافر فيها الشروط اللازمة"٣.

ويقول عالم الطبيعة الدكتور "أدوين فاست" في مقال له بعنوان نظرة إلى ما وراء القوانين الطبيعية: "إن جميع القوانين الطبيعية التي نصفها ونستخدمها ليست إلا مجرد وصف لما يحدث أو يشاهد, فهي بذلك ليست تدبيرًا أو إلزامًا, فليس الوصف في ذاته سببًا لحدوث ظاهرة من الظواهر.. ومهما بالغنا في تحليل الأشياء وردها إلى أصولها الأولى، فلا بد أن نصل في نهاية المطاف إلى ضرورة وجود قوانين طبيعية تخضع لها ذرات هذا الكون, ويعد ذلك في ذاته دليلًا على وجود إله قادر مدير هو الذي قدر لكل ظاهرة من ظواهر هذا الكون أن تسير في طريقها المرسوم"٤. انتهى باختصار.


١ كتاب الله يتجلى في عصر العلم ص٩٠.
٢ المصدر السابق ص٩١.
٣ العلم يدعو للإيمان ص٨٩.
٤ كتاب الله يتجلى في عصر العلم ص٩٣- ٩٤.

<<  <   >  >>