للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شديد على المشركين في عبادتهم الأصنام من دون الله وهو خالقهم، بعد أن بين لهم بطلان كل احتمال يرد على الخاطر، ولم يبق إلا أنهم مخلوقون لخالق واحد متفرد بالألوهية، لذلك نزه سبحانه نفسه عما يفترون ويشركون معه في العبادة آلهتهم فقال: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون} ١.

وقد روى ابن كثير قصة جبير بن مطعم٢ عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الأسرى وكان إذ ذاك مشركًا فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآيات كاد قلبه أن يطير كما يروي عن نفسه، فكان سماعه لهذه الآيات من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام ونبذ الشرك والأوثان٣.

وقد تكلم ابن القيم كلامًا موسعًا عن خلق الإنسان وعجائبه ودلالة ذلك على وحدانية الله تركنا ذكره اختصارًا٤.


١ ,٢انظر تفسير ابن كثير ٤/٢٤٤ "كتاب التفسير".
٣ روي قصة جبير بن مطعم البخاري ومسلم/ انظر فتح الباري/ ج٨ ص٦٠٣ حديث رقم ٤٨٥٤ وانظر تفسير الطبري ٢٧/٣٣ والعقائد السلفية ص١٥.
٤ انظر مفتاح دار السعادة لابن القيم ١/١٨٧ - ١٩٦ وص ٢٢٥- ٢٨٢ وانظر كتاب التبيان ص٣٣ وص ٢١٦.

<<  <   >  >>