للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ١.

وبعبارة أخرى لقد أطبق ليل الجهل وظلام الشرك على الأرض كلها فكانت الزندقة الشهوانية، والمجوسية النارية، والصابئية الكواكبية، والبراهمية والبوذية والوثنية، تعم مختلف مناطق العالم، فكانت الحاجة ماسة لظهور النور الجديد ليرتفع بالبشرية الضالة عن حقيقة التوحيد، الغارقة في بحار الشرك والشهوة والجهالة، إلى القمة الصافية في العقائد والسلوك ونظم الحياة، فكانت بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا.

وبقي القرآن يتنزل خلال ثلاث وعشرين سنة يبين للناس حقائق العقيدة والعمل؛ ليستنقذهم من هاوية الضلال والردى إلى الإيمان والهدى، فما أن تلقَّوا هذا القرآن وجرت تعاليمه في دمائهم وأرواحهم حتى تغيرت حياتهم، فأخلصوا التوحيد والعبادة لله الذي لا شريك له، ثم انطلقوا بعد ذلك إلى البشرية جمعاء ليفيضوا عليها الهدى والنور، مشفقين على شعوب الأرض مما هي فيه من الظلام والجهل والشرك.


١ سورة التوبة آية ٣٠-٣١.

<<  <   >  >>