للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قصة إسلام حصين, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي عمران بن حصين: "كم تعبد اليوم إلهًا قال: ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: "فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك قال: الذي في السماء. رواه الترمذي١.

وكذلك قصة رجل من كنانة جاء بإبله ليوقفها على صنم يقال له: "سعد" للتبرك، فلما أدناها منه نفرت وتفرقت في كل وجه، فرماه الرجل بحجر قائلًا: لا بارك الله فيك إلهًا أنفرت علي إبلي, ثم خرج في طلبها وهو ينشد:

أتينا إلى سعدٍ ليجمع شملنا ... فشتتنا سعدٌ فلا نحن من سعدِ

وهل سعدٌ إلا صخرة بتنوفة ... من الأرض لا يدعى لغي ولا رشد٢

وهذا عكرمة بن أبي سفيان وجماعة من المشركين فروا من مكة يوم الفتح استكبارًا عن الإيمان، فركبوا سفينة لم تلبث أن لعبت بها العواصف وأخذتها الأمواج من كل جانب حتى كادت أن تغرق بمن فيها، فأخذ القوم كلهم يدعون الله ويتضرعون إليه فقال عكرمة: ما هذا؟ فقالوا: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله، فقال عكرمة: هذا إله محمد الذي يدعونا إليه وإنه إن لم ينجني في البحر غيره، فلن ينجيني في البر غيره، فاللهم رب محمد, إن لك على عهدًا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدًا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوًّا كريمًا فسلِم ثم أسلم٣.

ويروى كذلك أن ملحدًا جاء إلى جعفر الصادق يسأله عن الله وكيف يجده؟ فقال للسائل: ألم تركب البحر؟ قال: بلى، قال: فهل هاجت بكم الريح عاصفة وكادت السفينة أن تغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع أملك من الملاحين ومن كل وسائل النجاة وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينقذ السفينة من الغرق إذا شاء؟ قال: نعم، قال: فذلك هو الله تعالى وحده لا شريك له٤.


١ مجموع الرسائل الكبرى ص٣٢٠ وكتاب الأصنام للكلبي ص٧.
٢ انظر كتاب الأصنام للكلبي ص٣٧.
٣ انظر الإسلام في مواجهة الماديين والملحدين لعبد الكريم الخطيب ص١٢.

<<  <   >  >>