الموحدين وتبين إنجاء الله لهم من عدوهم على قلتهم وتدمير الله للكفرة أعداء التوحيد على كثرتهم.
عاشرًا: أن القرآن دعا للتوحيد بالتذكير بنعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى؛ لأن ذا العقل السليم لا يرضى أن يعبد ويشكر غير المنعم.
حادي عشر: أن القرآن استعمل الأدلة العقلية في دعوته للتوحيد، وأن دلالة القرآن سمعية عقلية ويخطئ من يظن أنه ليس في القرآن أدلة عقلية.
ثاني عشر: أن المتكلمين ركزوا على توحيد الربوبية الذي فطر عليه الناس وأتعبوا أنفسهم في الاستدلال على ذلك بطريق حدوث الأعراض والتي تمتاز بتقديمها للعقل على الشرع وهي طويلة متعبة غير عملية وتؤدي إلى الشك والحيرة.
ثالث عشر: أن الفلاسفة ركزوا على إثبات واجب الوجود الذي هو توحيد الربوبية واستدلوا بطريقة الإمكان والوجوب والتي لها مخاطر عظيمة، فكان إثباتهم بذلك لوجود مطلق لا يدل على الله بعينه، وتمتاز طريقتهم بجواز أن يكون الممكن قديمًا وأنها تخمينية لا يقينية وتناقض التوحيد، وليس لها رسالة في الأرض، والتبس فيها الحق بالباطل.
رابع عشر: أن طريقة القرآن تخالف الطريقتين السابقتين، لأنها ليست بشرية ولا خاضعة لهوى من الأهواء، وأنها تمتاز بتركيزها على توحيد الألوهية الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وفرضه على عباده، وتمتاز بمناسبتها لجميع الناس وخلوها من التعقيد لفطريتها، وهي كذلك عملية لا تكتفي بمجرد النظريات، وأنها تنفي الشكوك والشبهات لإتيانها بمعانٍ صحيحة ثابتة، وهي أصل كل الطرق الصحيحة.
وصلى الله على النبي الأمي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.