للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النحوي ومنهج معالجة قضايا النحو، وظل فكرهم في إطاره بغض النظر عن اختلافات جزئية بسيطة قامت عليها المدارس النحوية وقد كان كتاب سيبويه منذ تأليفه في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري أساس دراسة النحو في كل أنحاء العالم الإسلامي، قال السيرافي وكان كتاب سيبويه لشهرته وفضله، علمًا عند النحويين. فكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب. فيعلم أنه كتاب سيبويه وقرأ نصف الكتاب، ولا يشك أنه كتاب سيبويه١ والمتتبع لتاريخ النحويين العرب يلاحظ أن الكتاب كان عمدة الدراسة النحوية حتى القرن الثامن الهجري. وكان طلاب العلم يقرءون كتاب سيبويه على نحويين تخصصوا فيه، وعرفوا بإجادتهم له وحسن تدريسهم له.

كان الأخفش سعيد بن مسعدة، ت ٢٢١هـ، أول من قام بتدريس كتاب سيبويه، يقول السيرافي، الطريق إلى كتاب سيبويه الأخفش، وذلك أن كتاب سيبويه لا نعلم أحدًا قرأه على سيبويه ولا قرأه عليه سيبويه ولكن لما مات سيبويه قرأ الكتاب على أبي الحسن الأخفش، وكان ممن قرأه، أبو عمر الجرمي صالح بن إسحق. وأبو عثمان المازني بكر بن محمد، وغيرهما٢. وبذلك كان تلاميذ الأخفش أول مجموعة من النحاة تتلمذت على كتاب سيبويه، وكان لكل واحد منهم اهتمام خاص بالكتاب. اهتم أبو عمر الجرمي، ت ٢٢٥هـ، بدراسة الأبنية الصرفية التي وردت في كتاب سيبويه، وصنف في ذلك كتبًا كثيرة لا نعرف إلا أسماءها، كما ألف أيضا في "تفسير غريب سيبويه" وكتابًا آخر بعنوان "الفرخ"، أي فرخ كتاب سيببويه، لم يبق أي كتاب من كتب الجرمي، ولكنها كانت من أهم المصادر التي اعتمدت عليها شروح سيبويه التالية. أما أبو إسحق الزيادي، ت ٢٤٩هـ، فهو أول من ألف


١ طبقات النحويين للسيرافي ص ٣٩.
٢ طبقات النحويين للسيرافي ص ٣٩.

<<  <   >  >>