للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتابًا بعنوان "شرح كتاب سيبويه" ولم يبق من هذا الكتاب إلا بعض النقول في الكتب التي نقلت عنه.

ويعد كتاب التصريف للمازني الكتاب الثاني الذي وصل إلينا في النحو العربي بعد كتاب سيبويه. لقد تتلمذ أبو عثمان المازني، ت ٢٤٨هـ، على الأخفش، وقرأ عليه كتاب سيبويه، واهتم أيضا بالأبنية الصرفية كما فعل زميله الجرمي وقد وصل كتاب التصريف للمازني مشروحًا بقلم أبي الفتح عثمان بن جني، ت ٣٩٢هـ، وكتاب التصريف أقدم كتاب مستقل وصل إلينا حول الأبنية الصرفية.

يتفق مؤلفو كتب الطبقات على أن أبا العباس محمد بن يزيد المبرد، ت ٢٨٥هـ، أهم نحاة المدرسة البصرية في القرن الثالث الهجري، لقد ألف المبرد مجموعة كبيرة من الكتب اللغوية بالمعنى الشامل، ولكن أهمها هو كتاب "المقتضب" وهو كتاب شامل يضم كل الجوانب النحوية والصرفية والصوتية التي تناولها كتاب سيبويه وهذا الكتاب هو الكتاب الثاني بعد كتاب سيبويه في تناوله لكل هذه الجوانب، وهناك قضايا نحوية ولغوية كثيرة تناولها المبرد في كتبه الأخرى وخصوصا في كتابه الكامل وفضلا عن الكتب التي وصلت إلينا للمبرد فله كتاب آخر مفقود ذكرته كتب الطبقات والتراجم باسم "الرد على سيبويه" ويعني تأليف المبرد لكتاب بهذا العنوان عدم اتفاقه -وهو البصري- مع كبير نحاة البصرة سيبويه. أي أن وحدة المدرسة البصرية أمر نسبي، وقد أدى اختلاف وجهات نظر المبرد عن سيبويه في بعض المسائل إلى ظهور كتاب في الدفاع عن سيبويه والرد على المبرد، وهو كتاب "الانتصار لسيبويه من المبرد" للنحوي المصري ابن ولاد، ت ٣٣٢هـ١.

وقد درس على المبرد عدد كبير من النحويين المبرزين الذين كان لهم أثر


١ كتاب الانتصار لسيبويه من المبرد لابن ولاد، يوجد مخطوطًا في: دار الكتب بالقاهرة، مخطوط ٧٠٥ نحو تيمور.

<<  <   >  >>