ابن السراج، ت ٣١٦ هـ، والزجاج، ت ٣١١هـ، وابن درستويه توفي بعد ٣٣٠ هـ وأبو سعيد السيرافي ت ٣٦٨ هـ وأبو علي الفارسي ت ٣٧٧هـ والرماني ت ٣٨٥هـ وابن جني ٣٩١هـ. وقد وصلت إلينا كتب كثيرة من مؤلفات هؤلاء النحاة.
اهتم ابن السراج، ت ٣١٦ هـ، بكتاب سيبويه اهتمامًا كبيرًا، فقد كان يقوم بتدريس كتاب سيبويه وقد لاحظ ابن السراج تعدد نسخ كتاب سيبويه فقارن النسخ المتداولة في عصره وأثبت مجموعة الفروق والاختلافات بين هذه النسخ. كان كتاب سيبويه حتى ذلك الوقت أساس تدريس النحو، ولذا كثرت نسخه وكثرت معها التصحيفات والاختلافات وأحس ابن السراج الذي ولد بعد وفاة سيبويه بأقل من مائة عام بضرورة المقابلة بين نسخ الكتاب المختلفة للتوصل إلى النص الصحيح، فقام بذلك وسجل ملاحظاته حول اختلاف نسخ كتاب سيبويه في كتاب أصول النحو١ ويعد كتاب أصول النحو لابن السراج الكتاب النحوي الثالث بعد كتاب سيبويه والمقتضب للمبرد، فإذا كان ابن السراج هو صاحب أول محاولة لتحقيق كتاب سيبويه فهو إلى جانب هذا مؤلف "أصول النحو".
وقد وصل إلينا من كتب أبي إسحق الزجاج، ت ٣١١هـ، أكثر من كتاب وأهم مؤلفاته التي بقيت لنا كتاب "سر النحو" ويتناول هذا الكتاب موضوع الممنوع من المصرف. وقد اتضح من مقارنة هذا الكتاب أنه ألف تيسيرًا لفهم كتاب سيبويه. وكأن الزجاج أراد أن يشرح كتاب سيبويه فألف كتابه "سر النحو" يدل على ذلك أن ترتيب موضوعات "سر النحو" هو
١ وصل إلينا كتاب "أصول النحو" لابن السراج -بعد أن كان في حكم المفقود- في عدة قطع متكاملة، وجدت في المتحف البريطاني والمغرب وتركيا وهناك مواضع كثيرة نقل بعضها السيرافي في شرحه لكتاب سيبويه تشهد بجهد ابن السراج في تحقيق نص كتاب سيببويه.