الكافية والشافية شرح الرضي الإستراباذي، ت ٦٨٨هـ، عليها. وهناك محاولات كثيرة للتعليق على شرح الإستراباذي على الكافية وإيضاح شواهده، أشهرها كتاب "خزانة الأدب" لعبد القادر البغدادي، ت ١٠٩٣هـ.
ولا شك أن أفضل جهد موسوعي في هذه الفترة هو كتاب "مغني اللبيب" لابن هشام، ت ٧٦٢هـ، لقد شارك ابن هشام أبناء عصره في الاهتمام بتأليف المتون التعليمية وشرحها، فألف متن "شذور الذهب" ومتن "قطر الندى" وشرحهما وكتاب ابن هشام "أوضح المسالك في شرح ألفية ابن مالك" ولكن كتابه الأكثر أهمية هو كتاب "مغنى اللبيب"، فهو أفضل كتاب حول الجملة العربية وتحليلها النحوي.
وشارك السيوطي، ت ٩١١هـ، في التأليف الموسوعي في النحو بعدة مؤلفات ضخمة ضم فيها آراء السابقين عليه. فالسيوطي في كل كتبه عالم على طريقة الجمع والتأليف، كان يجمع ما أمامه في الكتب المختلفة حول موضوع واحد، فيؤلف فيه كتابًا ضخمًا. ومن أشهر جهوده في النحو كتاب: همع الهوامع، وقد ألف السيوطي متنًا صغيرًا هو جمع الجوامع، ثم شرحه بكتاب موسوعي هو "همع الهوامع". وترجع أهمية همع الهوامع إلى تسجيله لكثير من الآراء والخلافات النحوية وإلى اهتمامه بالنحاة الأندلسيين الذين أتيحت كتبهم له، نجد في "همع الهوامع" في مئات المواضع أسماء النحاة الأندلسيين والمغاربة المتأخرين مثل: ابن عصفور وابن خروف وابن الطراوة والشّلَوْبين ولا نعرف اليوم آراء هؤلاء بقدر ما نعرفها خلال اقتباسات السيوطي من كتبهم. ويضم كتاب "الأشباه والنظائر" للسيوطي نقولات كثيرة من الكتب النحوية المشرقية والمغربية التي أتيحت للسيوطي.
ظلت حركة التأليف في النحو العربي في العصر العثماني في إطار وضع الشروح على المتون والمنظومات التعليمية. وكانت قيمة أي مؤلف في النحو تتركز في إحاطته إن كان يؤلف شرحًا موسوعيًّا، أو في حسن صياغته إن كان