للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشرح متنًا تعليميًّا. ويعد عبد القادر البغدادي نموذجًا لشرح الشواهد، وله كتابان الأول "خزانة الأدب" في شرح شواهد الكافية والثاني في شرح شواهد "مغني اللبيب"، وكلا الكتابين موسوعة ضخمة تضم كثيرًا من المعلومات اللغوية والنحوية والأدبية. وهناك شروح تعليمية كثيرة ألفها مدرسو النحو في الأزهر مثل الشيخ حسن العطار. وتناول بعض هؤلاء شواهد الكتب التعليمية فشرحوها مثل: "شرح شواهد شرح ابن عقيل" للجرجاوي، و"شرح شواهد شرح شذور الذهب" للفيومي.

وظل اهتمام مدرسي النحو في الأزهر محصورًا داخل إطار هذه الشروح العقيمة التي لم تأت بجديد. وليس مصادفة أن أول من اهتم بكتاب سيبويه في العصر الحديث وحققه تحقيقًا علميًّا هو المستشرق الفرنسي درنبور. وارتبطت حركة التجديد في عرض النحو العربي في شكل حديث بكتاب "التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية". وقد ألف رفاعة الطهطاوي هذا الكتاب على نمط مؤلفات الفرنسيين في عرض النحو. لقد أعجب رفاعة الطهطاوي في أثناء إقامته في فرنسا بمنهج الفرنسيين في عرض النحو، فخرج عن طريقة معاصريه في الشروح والهوامش والتعليقات والتقريرات. وألف كتابًا بسيط العبارة سهل العرض ليس له متن أو شرح، بل له نص واحد يقرأ فيفهم، وكان الطهطاوي أول من استخدم الجداول الإيضاحية في كتب النحو العربي١ وبذلك بدأت الكتب التعليمية الحديثة في النحو العربي، ثم ظهرت بعد ذلك حركة تحقيق التراث النحوية وأخذت الكتب النحوية الأساسية المبكرة تظهر بتحقيق العلماء العرب


١ حول الطهطاوي، انظر محمود فهمي حجازي: أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي، عالم الفكر، أبريل ١٩٧٣.

<<  <   >  >>