للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن هذا الاتجاه الانتقائي. وعبر مؤلفو "جمهرة اللغة" و"تهذيب اللغة" و"صحاح اللغة" في مقدمات معاجمهم عن هذا. أما ابن منظور فقد أراد تأليف معجم موسوعي كبير ولكنه لم يلجأ إلى جمع المادة جمعًا مباشرًا كما فعل اللغويون في القرن الثاني وكما فعل الأزهري في القرن الرابع، بل اعتمد على خمسة معاجم اعتمادًا كاملا فأخذ مادتها وحشدها في كتابه. يقول ابن منظور: وأنا مع ذلك لا أدعي فيه بدعوى فأقول شافهت أو سمعت أو فعلت أو صنعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء أو حملت ... فكل هذه الدعاوى لم يترك الأزهري وابن سيده لقائل مقالا ولم يخليا فيه لأحد مجالا١. وقد صرح ابن منظور بعد ذلك بمصادره التي اعتمد عليها وهي:

١- تهذيب اللغة للأزهري، ت ٣٧٠هـ.

٢- المحكم لابن سيده، ت ٤٥٨هـ.

٣- الصحاح للجوهري، ت ٣٩٣هـ.

٤- حواشي ابن بري، ت ٥٨٣هـ على الصحاح.

٥- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير الجزري، ت ٦٠٦هـ.

أخذ ابن منظور ما وجده في هذه المعاجم ونقله نقلا، قال ابن منظور: ليس لي في هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم ... ونقلت من كل أصل مضمونه، ولم أبدل منه شيئًا ... بل أديت الأمانة في نقل الأصول بالنص، وما تصرفت فيه بكلام غير ما فيها من النص٢. وبذلك اعتمد ابن منظور على مصادر تعود بدورها إلى المادة التي جمع أكثرها في القرن الثاني الهجري بالإضافة إلى نقله المواد الموجودة في معجم متخصص هو "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير.


١ مقدمة لسان العرب، المقدمة ١/ ٣.
٢ لسان العرب ١/ ٤.

<<  <   >  >>