للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن ضخامة حجم لسان العرب أتاح للقاموس المحيط للفيروزآبادي، ت ٨١٦هـ، أن ينتشر ويصبح عنوانه بعد ذلك علمًا على كل معجم عربي حديث، وتقابل كلمة قاموس التي فسرها الفيروزآبادي بأنها البحر الأعظم إلى الكلمة اليونانية Oceanos واللاتينية Oceanus وتعني المحيط، وكان الفيروزآبادي قد عرف كلمة القاموس بهذا المعنى في البيئة اللغوية والفارسية التي نشأ فيها١. اعتمد الفيروزآبادي على معجمين موسوعيين هما "المحكم" لابن سيده و"العباب" للصاغاني ويعتمد كل منهما على معاجم أخرى سبقتهما فالمحكم يضم ما جاء في كتاب "العين" و"جمهرة اللغة" و"البارع". أما العباب فيضم مادة معجم مقاييس اللغة والصحاح والمعاجم المؤلفة حول الصحاح. وبذلك يقوم عمل الفيروزآبادي على كل هذه الجهود ولكنه لم ينسخ ما أخذه من مصادره، بل كان يأخذ خلاصة ما فيها، ويحذف الشواهد، ويضيف إلى هذه المادة معلومات جديدة خاصة بالأعلام وبالنباتات وبذلك ضم القاموس المحيط مادة لغوية متنوعة، وقد شرحت شرحًا بسيطًا، محذوف الشواهد مطروح الزوائد.

ويعد "تاج العروس" للزبيدي، ت ١٠٢٥هـ، أكبر المعاجم العربية على الإطلاق. لقد ألف الزبيدي تاج العروس شرحًا للقاموس المحيط ولكن عمله تجاوز حدود الشرح اللغوي البسيط، فأصبح تاج العروس أضخم المعاجم


١ هناك عدة معاجم عربية اتخذت أسماء البحر أو صفاته، منها:
المحيط للصاحب بن عباد.
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده. العباب للصاغاني.
انظر: المعجم العربي لعدنان الخطيب ص٤٨.
وقد وردت كلمة القاموس بمعنى ماء البحر -قبل الفيرزآبادي- عند المقدسي ت ٣٧٥ في: أحسن التقاسيم ص١٢٤.

<<  <   >  >>