وأهم المعاجم العربية الخاصة بالألفاظ الدخيلة هو كتاب "المعرب من الكلام الأعجمي" للجواليقي، ت ٥٤٠هـ، وقد حدد الجواليقي موضوع كتابه بالبحث في الألفاظ الدخيلة من اللغات الأجنبية المختلفة والتي استخدمت في القرآن المجيد وأخبار الرسول والصحابة وفي أشعار العرب وأخبارها. وقد أثبت الجواليقي أن هذه الألفاظ الدخيلة من لغات مختلفة، مثل: الفارسية والآرامية التي تسمى عنده بالنبطية. ولذا لم يكن ترتيب هذه الألفاظ باعتبار حروفها الأصول أمرًا مقبولا، فإجراء الألفاظ غير العربية وغير السامية على النمط الصرفي للغة العربية نوع من التعسبف غير المقبول علميًّا. ولذا رتب الجواليقي الألفاظ التي ناقشها في كتابه من الجانبين الدلالي والاشتقاقي ترتيبًا معجميًّا يراعي كل حروف الكلمة، وبذلك خرج الجواليقي على المبدأ السائد في المعاجم العربية العامة.
وهناك عدد من المعاجم الخاصة بالمصطلحات العلمية، منها التعريفات لعلي بن محمد الجرجاني، ت ٨١٦هـ، وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي المؤلف ١١٥٨هـ، ويعد كتاب التهانوي أكبر معجم عربي للمصطلحات العلمية، والتهانوي مؤلف هندي وجد المصطلحات المتداولة في التراث العربي في العلوم المختلفة بحاجة إلى معجم دلالي يوضح معانيها. فإذا كانت المعاجم العربية العامة قد اعتمدت على حركة جمع اللغة والشعر القديم في القرن الثاني الهجري فإن المصطلحات العلمية لم تنشأ في البادية عند القبائل التي اعتمد عليها اللغويون، لقد كثرت المصطلحات العملية العربية مع تنوع جوانب المعرفة العربية واتساع الأفق العلمي في القرن الثالث والقرون التالية، ولذا كانت المصطلحات خارج إطار اهتمام المعاجم العربية، وليس مصادفة أن يكون الاهتمام بهذه المصطلحات واضحًا عند عدد من العلماء غير العرب، فهؤلاء وجدوا صعوبة في فهم هذه المصطلحات، فأثارت اهتمامهم. وكانت ثمرة هذا الاهتمام معجمًا كبيرًا، مثل كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي، وفي هذا يقول التهانوي "ولم أجد كتابا حاويا لاصطلاحات جميع العلوم