التي تتكرر في هذه النقوش الأجريتية الكثيرة يقل كثيرا عن عدد الرموز المستخدمة في الخط المسماري الأكادي، ويرجع هذا إلى سبب يتعلق بطبيعة الكتابة الأكادية واختلافها عن الكتابة الأجريتية. لقد كتب الأكاديون برموز مسمارية يدل كل منها بصفة عامة على مقطع، ولذا كانت هناك حاجة إلى استخدام مئات الرموز. ولكن الأجريتيين كتبوا برموز قليلة لا يتجاوز عددها الثلاثين. ومعنى هذا أن الأجريتيين بسطوا نظام الكتابة فلم تعد هناك حاجة لتعلم مئات الرموز، بل بسط الأجريتيون الرموز المكتوبة إلى عدد قليل. لقد عبر الأجريتيون عن كل صوت من أصوات اللغة بحرف واحد، ولذا كانت الحروف بعدد الوحدات الصوتية الموجودة في لغتهم، غير أنهم جعلوا للهمزة المفتوحة ثم للهمزة المضمومة ثم للهمزة المسكورة رموزا مختلفة، وهذا القصور في تدوين الهمزة أصبح ميراثا تناقلته كل الكتابات السامية الأبجدية بعد ذلك. وبذلك كان الأجريتيون أول من دون أية لغة من اللغات تدوينا صوتيا يقوم على أساس استخدام الحرف الواحد -دائما- للوحدة الصوتية الواحدة، وكانت الكتابة قبلهم إما صورية مثل الكتابة الهيروغليفية، أو مقطعية مثل الكتابة السومرية والأكادية، ولم تكن الكتابة الهيروغليفية صورية مائة في المائة كما لم تسلم الكتابة الأكادية من تأثيرات الكتابة السومرية؛ بمعنى أن يؤخذ الرمز الدال على الكلمة السومرية ويستخدم بمعناه في النقوش الأكادية. وابتكار الأجريتيين للأبجدية وهي نظام سهل يقوم على أساس صوتي منتظم مكن الإنسانية أن تمضي في ركب الحضارة وأن تصبح المعرفة شيئا متاحا لعدد كبير من البشر، بعد أن كانت في الحضارات الأقدم وقفا على نخبة من كبار رجال الدولة.
ولكن الكتابة الأجريتية تعد من جانب بعينه مختلفة عن الكتابة الأكادية، وقد امتد هذا القصور إلى الكتابات السامية الأبجدية عدة قرون بعد ذلك، كان الأكاديون يدونون الحركات، فالرمز المقطعي كان يدل على الصامت مع الحركة، وبذلك اختلف الرمز الخاص بالباء المفتوحة عن الرمز الخاص بالباء المكسورة عن الرمز الخاص بالباء المضمومة. ولذا يمكن التعرف على البنية