الصوتية للحركات الأكادية على نحو أفضل من معرفتنا بالحركات الأجريتية، فالأجريتيون لم يدونوا الحركات على الإطلاق، وتقوم كتابتهم على تدوين الصوامت فقط. وقد ظلت الكتابات السامية تدون الصوامت فقط على نحو ما فعل الأجريتيون ولا تدون الحركات عدة قرون بعد الميلاد.
لقد اتبع الأجريتيون لأول مرة في التاريخ النظام الأبجدي في تدوين اللغة وترجع كلمة الأبجدية إلى ترتيبهم للحروف التي كتبوا بها لغتهم١ فالحروف انتظمت عندهم وفق الترتيب التالي: أب ج د هـ وز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت. وهذا الترتيب الأبجدي هو الأبجدية لأنه يبدأ بالألف والباء والجيم والدال. وقد ظل الترتيب الأبجدي للحروف سائدا عند كل الشعوب التي تعلمت الخط من الأجريتيين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأكثر النظم المعروفة في ترتيب الحروف ترجع بشكل مباشر إلى الترتيب الأبجدي الأجريتي أخذته كما هو أو عدلت فيه قليلا، فترتيب الحروف على النحو الأبجدي هو ترتيبها في العبرية وفي كل اللهجات الآرامية إلى اليوم.
النقوش الأجريتية تلي الأكادية من الناحية الزمنية، فالأكادية أول لغة سامية دونت، وكان هذا حوالي سنة ٢٥٠٠ق. م ثم دونت بعد ذلك اللغة الأجريتية حوالي ١٤٠٠ ق. م ولذا تحمل اللغة الأجريتية سمات قديمة كثيرة، بل إنها تختلف -من هذا الجانب عن باقي لغات الفرع الكنعاني, وتقترب بذلك من العربية، فالعربية احتفظت بصفة عامة بالأصوات السامية الأولى، نجد في العربية مثلا تمييزا واضحا بين الحاء والخاء، وهذه هي الحال أيضا في الأجريتية، أما في العبرية والفينيقية فقد تحولت كل حاء وكل خاء إلى صوت واحد هو الحاء، وهناك تمييز بين العين والغين في العربية وكانت الأجريتية تميز بينهما أيضا، ولكن العبرية جعلت منهما صوتا واحدا هو العين. ويوضح تمييز الأجريتية بين أصوات اختلطت بعد ذلك في العبرية والفينيقية
١ انظر ما كتبه ماير: R. Mayer Hebrauache, Grammatik, ١, s. ٣٧-٣٩