حروف عبرت عند الفينيقيين عن أصوات الحلق وأصبحت بالنسبة لليونان دون فائدة، وهنا أدخل اليونان تجديدا منهجيا على الخط بأن استخدموا مجموعة الحروف المذكورة للدلالة على الحركات في سياق الكلمة، ويعد هذا التجديد مرحلة مهمة من تاريخ الخط بصفة عامة، وقد حدث في الكتابة اليونانية تعديل آخر جعلها تختلف عن الكتابة الفينيقية، فقد جعل اليونان اتجاه الكتابة من اليسار إلى اليمن، بعد أن كانت بخلاف ذلك عند الفينيقيين، وهذان التعديلان -تدوين الحركات وتعديل اتجاه الكتابة- ظلا سمتين أساسيتين في كل الخطوط المأخذوة عن الخط اليوناني، وأهمها الخط الكريلي الذي انتشر مع انتشار المسيحية الأرثوذكسية في شرق أوربا، والخط الروماني الذي انتشر مع الكاثوليكية في غرب أوربا. وبذلك كان للأجريتيين ثم للفينيقيين دور كبير في تبسيط نظام الكتابة، وهو ما أتاح تحول المعرفة الإنسانية إلى ظاهرة ذات بعد اجتماعي عريض.