للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على مراحل متعاقبة فمن المؤكد أنه لم يجمع وترتب أسفاره قبل القرن الثاني الميلادي. تم ذلك على يد عدد من علماء الدين اليهود العارفين بالعبرية المتحدثين في حياتهم اليومية باللغة الآرامية. لقد دون العهد القديم- أول الأمر- بالخط العبري غير المضبوط بالشكل، أي أن النص المدون كان نصا يدون الصوامت ولا يدون الحركات القصيرة، في هذه الفترة كان العهد القديم يتلى بعد أن يحفظ، فلم تكن كتابته كاملة بل كان النص المكتوب يذكر القارئ بالنطق وترجع إضافة الحركات إلى النص العبري إلى مرحلة تالية امتدت من القرن الخامس الميلادي حتى القرن التاسع الميلادي. وكانت هناك عدة مدارس تعنى بالنص العبري للعهد القديم، ويطلق عليها مدارس الماسورا١. وتم عمل رجال الماسورا في مرحلة لم تكن فيها اللغة العبرية لغة حية، ومعنى هذا أن رجال الماسورا كانوا من أبناء اللهجات الآرامية ثم اللهجات العربية. وقد تأثر رجال الماسورا في محاولاتهم لضبط النص العبري بالحركات بطريقة النساطرة السريان في ضبط الخط السرياني. أما النظام المتداول إلى اليوم في ضبط النص العبري للعهد القديم والنصوص العبرية بصفة عامة فلا يقوم على جهد المدارس اليهودية في العراق، بل يعتمد على جهود مدرسة طبرية في فلسطين، وقد أبرز البحث الحديث وجود مجموعة أسر اهتمت بالنص العبري للعهد القديم، وتوارثت هذه المعرفة ومن أهم هذه الأسر أسرة نفتالي وأسرة بن أشر.

وهكذا وصل إلينا العهد القديم بعد أن ألف على مراحل، ودون على مراحل. وضبط بالحركات في مدارس مختلفة، ولذا ينبغي وضع كل هذا في الاعتبار عند استخراج الصيغ اللغوية من العهد القديم.


١ حول رجال الماسورا والقضايا الخاصة بضبط النص العبري للعهد القديم انظر كتاب بأول كاله:
P.E. Kahle, die kairoer genisa. untersuchungen zur geschte des hebraischen bibeltextes und sieiner ubersetzungen. berlin ١٩٦٢.

<<  <   >  >>