للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمييزا لها عن المراحل التالية في تاريخ العبرية. ومن المعروف أن العبرية المستخدمة في العصر الحديث هي العبرية الحديثة، ولكن هناك خلافا بين الباحثين في تصنيف المراحل التي مرت بها اللغة العبرية بعد العهد القديم وقبل العصر الحديث، ويجعلها البعض فترة واحدة باسم العبرية الوسيطة، ويقسم بعض الباحثين هذه الفترة إلى مراحل مختلفة.

لم تكن اللغة العبرية حية تستخدم في التعامل اليومي في كل هذه الفترة الطويلة، بل كانت لغة التعامل اليومي حتى سقوط سامريا سنة ٧٢١ ق. م ثم سقوط القدس سنة ٥٨٧ق. م أي أن الحياة الحقيقية للغة العبرية بدأت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ثم أخذت العبرية في الانكماش في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت اللغة الآرامية قد أخذت تسود منطقة الشام شيئا فشيئا قبل هذا التاريخ، وما نكاد نصل إلى القرن السادس قبل الميلاد حتى نجد اليهود يتعاملون باللغة الآرامية في حياتهم اليومية. وأوضح مثال لذلك أن المرتزقة اليهود الذين تركوا فلسطين في القرن السادس قبل الميلاد تقريبا كانوا يتعاملون مع سلطات القدس، كما تثبت كتاباتهم البردية باللغة الآرامية، ولم يكن تعاملهم باللعة العبرية١. وعلى الرغم من أن اللغة العبرية قد انكمشت بعد القرن السادس قبل الميلاد كلغة تعامل فقد ظلت لغة الدين اليهودي. اهتم بها رجال الدين، وكتبت بها بعض الكتب الدينية اليهودية وظل بعض اليهود يهتمون بتعلمها وبقراءة كتبها الدينية.

لم يدون العهد القديم في شكله الحالي في فترة حياة اللغة العبرية، ولكنه دون


١ انظر بروكلمان في بحثه عن الآرامية:
aramaisch, einschliesslich des syrischen, in: handbuch der orientalisitik "ed. Spuler", Semitistik s. ١٣٨-١٣٩

<<  <   >  >>