للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصل الذي صدرت عنه كل هذه الكلمات. ولا شك أن الضمائر وأكثر الأدوات تخرج عن إطار الأصل الثلاثي. والبحث في قضية الثلاثية والثنائية يتناول الأسماء والأفعال التي يمكن أن ترد إلى أصل ثنائي١.

ويمكن تصنيف الألفاظ التي يردها العلماء إلى أصل ثنائي إلى عدة مجموعات من أهمها مجموعة الأسماء الدالة على القرابة، ومجموعة الأسماء الدالة على أعضاء جسم الإنسان.

تعد الكلمات أب، أم، أخ، حم، ابن، من أصل ثنائي وقد تطورت هذه الكلمات في اتجاه الثلاثي لإحداث هذا التطور في عدة اتجاهات أحدها يجعل حركة الإعراب طويلة فيكون الرفع بضمة طويلة أبوك والنصب بفتحة طويلة أباك والجر بكسرة طويلة أبيك غير أن هذه الكلمات تحتفظ بثنائيتها عندما تضاف إلى ضمير المتكلم أبي، حمي، أخي والاتجاه الثاني لجعل هذه الكلمات متوازنة مع الثلاثي كان بتشديد الصامت الثاني في الكلمات أب أم أخ حم. ونجد هذا في لهجات عربية كثيرة، أما كلمة "بن" فقد وسعت صيغتها بألف الوصل وتظهر هذه الكلمة بالباء والنون في الآشورية والعبرية والعربية ولكنها في الآرامية والمرهية بالباء والراء، وتدل صيغ الجمع في الآرامية والمهرية بالإضافة إلى صيغ المفرد والجمع في اللغات السامية الأخرى على أن أصل هذه الكلمة هو الباء والنون كما في العربية، وأما صيغة المفرد في الآرامية والمهرية فهي تطور خاص باللغتين ولا يعكس الصيغة الموروثة من اللغة السامية الأم.

هناك مجموعة ألفاظ ذات أصل ثنائي في اللغات السامية وتدل على أعضاء


١أهم الدراساتحول قضية الأسماء ذات الأصل الثنائي ما كتبه نولدكه:
Noldeke, zweiradikalige substantive, in: neue beitrage zur semitischen sprachwissenschaft, s. ١٠٩-١٧٨.

<<  <   >  >>