للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جسم الإنسان منها كلمة "يد" وكلمة "دم" وكلمة "رئة" وكلمة "لثة".

ترد كلمة يد في اللغات السامية كلها مكونة من الباء والدال مما يشير إلى ثنائية أصل هذه الكلمة. غير أن بعض اللهجات العربية حاولت جعل هذه الكلمة في شكل الثلاثي بأن شددت الدال، وحاولت لهجات عربية أخرى جعلها ثلاثية بإضافة همزة في أول الكلمة.

أما كلمة "دم" فهي من أصل ثنائي أيضا كما تشهد بذلك الصيغ في العربية الفصحى وغيرها من اللغات السامية. أما الصيغة التي تعرفها بعض اللهجات العربية بتشديد الميم فترجع إلى الاتجاه العام لجعل هذه الكلمة الثنائية الأصل في شكل ثلاثي مثل أكثر الكلمات العربية.

أما الكلمات "رئة" و"لثة" و"شفة" فتعد من أصل ثنائي تطور باضافة تاء التأنيث إلى الأصل الثنائي.

وهناك كلمة ترد إلى أصل أحادي وهي كلمة الفم: فوك، فيك، فاك فالأصل المشترك هو الفاء التي ترد في اللغات السامية أصلا لهذه الكلمة وقد تكونت الصيغ العربية من هذه الفاء مع حركة طويلة في الرفع والنصب والجر، أما الميم التي تظهر في كلمة فم فيمكن أن تكون راسبا من رواسب ظاهرة التمييم وهي ظاهرة تقابل التنوين في بعض اللغات السامية.

وقد أوضح البحث ثنائية كلمات أخرى كانت موضع خلاف بين النحاة العرب. وقد اختلفوا قديما في كلمة اسم أهي مشتقة من السمة أم من السمو١، وأثبت البحث المقارن أن الأصل ثنائي هو الشين والميم في اللغة السامية الأم بدليل الصيغ السامية المختلفة. وبمراعاة أن الشين السامية الأم قد تغيرت إلى سين عربية يتضح أن الصيغة ذات أصل ثنائي، أما ألف الوصل التي أدخلت على الصيغة العربية فكانت لجعل الكلمة مشابهة للألفاظ الثلاثية ولإحداث نوع من التوازن مع أكثر الكلمات العربية.


١ انظر: ابن الأنباري: الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين، "المسألة الأولى" في تحقيق قابل ص١-٦
ونولدكه "البحث المذكور في ٩" ص١٤٠-١٤٣.

<<  <   >  >>