للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتسمى لهجتهم العربية باسم "الحسانية". وهو الحسانية أو بنو حسان أو ذوو حسان يتحدثون العربية في حياتهم الخاصة. وقد دون ابن خلدون أول إشارة وصلت إلينا عن هؤلاء العرب الذين يطلق عليهم "عرب المعقل"، وقد عد ليو الإفريقي ذوي حسان أحد فروع ثلاثة كان عرب المعقل ينقسمون إليها١. يقول ابن خلدون: "كان عرب المعقل منذ دخول عرب الهلاليين إلى صحراء المغرب الأقصى أحلافًا وشيعًا لزناتة "العبر ٧/ ١٧٥". فهؤلاء العرب ربما جاءوا هذه المنطقة مع الهلالية، وربما جاءوا المغرب قبل الهلالية، أو قبيل الهلالية، غير أنا لا نستطيع لقلة المصادر الفصل في هذا، ولكن عبارة ابن خلدون تشير إلى كون عرب المعقل هناك عند دخول الهلالية صحراء المغرب الأقصى.

لقد ألف بنو حسان بالعربية تراثًا لا تزال صورته غير واضحة المعالم، ولعل المكتبات الخاصة والعامة تميط اللثام قريبًا عن هذا التراث غير أنا نود هنا الإشارة على كتاب ألفه محمد بن أحمد يور العاقل الديماني بعنوان: "أخبار الأخبار بأخبار الآبار"٢.

يقول المؤلف في كتابه بالأصل العربي لبني حسان، يقول: "لا خلاف


١ في القرن السادس عشر الميلادي ألف الحسن الوزان، المعروف باسم Leo Afrikanus ليو الإفريقي كتابًا ضخمًا في "وصف أفريقية" باللغة العربية، لم يصل إلينا إلا في ترجمته الإيطالية وفي الترجمات الفرنسية واللاتينية والإنجليزية والهولندية المنقولة عن الترجمة الإيطالية. وأغلب الظن أن هذا الكتاب ثمرة معايشة وملاحظة استمرت سنين طويلة، وإلا ما استطاع مؤلفه أن يدون ملاحظات مفصلة بعد عثر سنوات من مفارقته القارة الإفريقية دون أن يقرأ طول هذه الحقبة كتابًا عربيًّا واحدًا في موضوع كتابه. وعلى الرغم من عدم وضوح أسماء الأعلام والقبائل الإفريقية عند ليو الإفريقي نستطيع أن نجد في وصف أفريقية ما لا نجده في المصادر العربية المتاحة، فهو يذكر بطون معقل-وهم هؤلاء العرب المقيمون في مالي- ويقسمهم إلى ثلاثة تجمعات منهم حسان، ويقسم عرب إفريقيا عمومًا إلى قبائل شاهين وقبائل هلال وقبائل معقل
٢ نشر رينيه باسيه R Basset هذا الكتاب العربي ضمن كتابه: Mission au Senegal Paris "١٩٠٩".

<<  <   >  >>