بين علمائنا وأهل النسب من قدمائنا كسيد محمد والد صاحب أنساب أهل الصحراء، وشيخه محمد السيد إلى أن بني حسان أصلهم عرب١. وذكر المؤلف بعد ذلك شراء شعرًا في مدح بني حسان بأنهم ورثوا الإقدام والجود والنجدة من قريش، وأنهم من نسل جعفر بن أبي طالب، ثم قال بعد ذلك:"وقد شاع هذا النسب على ألسنة العامة والخاصة ولهج به الصغير والكبير". ويتضح رأي المؤلف في هذا من العبارة التالية:"واعلم أن كون بني حسان من قريش غير متفق عليه ... وأما كونهم من العرب فلا خلاف فيه ولا شك، وبعضهم ينسبهم لهوازن وبعضهم ينسبهم إلى قريش". ويدعم محمد بن أحمد يور القول بالأصل العربي لبني حسان قائلا:"ويعضد ذلك أنهم لم يتكلموا قط إلا بالعربية" فهم ليسوا من البربر المتعربين بل من العرب الوافدين الذين جاءوا بلغتهم إلى وطنهم الجديد، يقول المؤلف:"بل سمعنا من غير واحد أن لغة أولهم كانت عربية قحة غير مشوبة بشيء من كلام البربر إلا أنها غير معربة".
وقد حدد المؤلف دخول الحسانية هذه المنطقة بالعبارة التالية:"دخلوا هذه البلاد وتغلبوا عليها وعلى ما حولها من بلاد السوادين عام ١٠٤٠م".
ورغم أن موضوع هذا الكتاب التعريف بالآبار وشرح أسمائها البربرية وأهمية الأماكن التي بها الآبار فإنه يضم كثيرًا من الأخبار ذات الأهمية الاثنولوجية واللغوية، فعندما تحدث عن أحد الأماكن قال عنه:"إنه مستقر بني ديمان من قديم الزمان إلى الآن وكان فيه من العرب أولاد بوزكر ثم جلاهم أمير الترارزة المختار بن عمر" وفي حديثه عن الأماكن المختلفة يذكر العلماء الذين عاشوا فيها أو دفنوا بها، فيقول عن سيد محمد بن سعيد اليدالي "ت ١١٦٦هـ" إنه مؤلف "الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز، وحلة السيرى في أنساب خير الورى".... وبالكتاب فقرات طريفة توضح لنا أن التعليم والتأليف في تلك البقاع لم يكن قاصرًا على الرجال دون النساء، فالمؤلف