يذكر في ترجمة أحد العلماء:"أخذ العلم الظاهر عن أخته خديجة بنت محمد العاقل وكانت دولته حينئذ العلامة المختار بن بون صاحب طرة ألفية ابن مالك وغيرها من التصاريف والأمير الصالح الإمام عبد القادر المغربي، قرءوا ثلاثتهم عليها" ويذكر المؤلف بعد ذلك من مؤلفات خديجة: "شرح مليح على عقيدة محمد بن يوسف السنوسي المسماة بأم البراهين يدل على نباهتها في المعقول".
ويبدو أن مؤلف هذا الكتاب كان يعرف بجانب العربية البربرية وإحدى لغات إفريقيا السوداء، وهو يشرح أسماء الأماكن في ضوء معارفه هذه "أنو كشوط، أصله أنو كشط" أما كلمة أنو فمعناها بير أو عين ماء، وهو يشرح الكلمة الثانية قائلا:"واكشط بالبربرية من لا أذنان له ومقطوعهما وهو البير الذي بنت الفرانسيسة عنده الآن"١.
وهكذا يتيح لنا هذا الكتاب معرفة بالحياة اللغوية هناك. ولعل العبارة التالية توضح لنا مدى الصعوبة التي كانت تواجه هؤلاء المؤلفين في تلك الأنحاء وتبين صلتهم بالثقافة العربية، فهو يقول عن محمد الولي بن المختار.... ابن يدال "ت ١١٦٦": وكان إذا أوى الناس إلى مراقدهم بالليل أو قد شمعته ويبيت يؤلف إلى طلوع الفجر وكان يقول على وجه الإخبار لا على وجه الافتخار "لو لم يكن بدويا، فإنه كان حضريا لألف السيوطي".
وهكذا عرفت هذه المنطقة اللغة العربية من عدة قرون وعرفى مؤلفين يطالعون مؤلفات ابن مالك ويعلقون عليها ويعرفون السيوطي ويؤلفون بالعربية.
ولا تزال انتشار لهجتها في غرب إفريقيا بحاجة إلى بحث لغوي جغرافي دقيق، ولدينا بحث عن لهجة الحسانية في موريتانيا، ومعجم فرنسي عربي، وعربي فرنسي أعده في دراسته عن السنغال المستشرق مفرنسي باسيه.