الأعشى "٨/ ١١٧" وثيقة يشكو فيها حاكم برنو من غزوات "أعراب جذام وغيرهم" وليست هذه الموجة هي المكون البشري العربي الوحيد لمنطقة تشاد فكثير من القبائل العربية هناك تنسب نفسها إلى جهينة، وقد هاجرت جهينة وهي قبيلة جنوبية على مصر في العصر الفاطمي. ونحن لا نعلم علم اليقين الطريق الذي اتخذه هؤلاء من الجنوب العربي إلى تشاد، ربما كان طريقهم عبر سيناء ومصر أو عبر مضيق باب المندب. ولكن الذي يؤكده الرحالة بارت والباحث كامبفماير أنهم لم يصلوا منطقتهم عبر المغرب الأقصى وموريتانيا، فهناك منطقة خاية من الجماعات العربية تقع بين بورنو وتمبكتو، وبذلك ينتمي عرب منطقة تشاد إلى عرب المشرق الإفريقي، فهم مرتبطون مع قبائل السودان لا مع قبائل المغرب.
وقد ذكر الرحالة بارت أسماء عدد من البطون العربية اللغة، وبعضها ينتسب إلى الهلالية. وهم منتشرون في دارفور وواداي وبورنو. ويبدو أنهم في رأي كامبفماير، قد جاءوا هذه المنطقة من تونس، وفي هذا نظر، فالموجات الهلالية الباقية في صعيد مصر والعائدة إلى مصر، أو التي كانت في منطقة فزان يمكن أن تكون مصادر خرجت عنها هذه المجموعة إلى تشاد. هذا وتتعدد أسماء القبائل عند الرحالة الذين جابوا هذه المنطقة، فهم يتحدثون عن بني حسن الذين يتحدثون العربية فقط وعن بني وائل الذين قال عنهم الرحالة إنهم لا يتحدثون العربية ولهم لغة خاصة بهم، وعن أولاد راشد، والمحاميد الذين يتحدثون العربية ولونهم يقل سمرة عن جيرانهم من غير العرب.
ولعل من المفيد أن نشير هنا أن عرب واداي ينسبون أنفسهم إلى عرب اليمن، وتدل القرائن على صحة ذلك. ويؤكد عرب واداي قرابتهم لمعقل، ومعقل من أصل جنوبي. ولا أدل على جنوبية ذوي حسان وأحد فروع معقل الكبرى، من أنهم يصفون أنفسهم باستخدام كلمة "ذو" التي شاعت في هذا السياق بين عرب اليمن، وذلك: مثل: ذو نواس. وهناك دليل آخر على