للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن تطور في عدد من الأصوات، لقد صعبت الضاد فتحولت على نطق جديد وتغير نطق الطاء.

وهناك قضية يثيرها كثير من الباحثين حول نطق القاف، وقد وصف سيبويه نطق هذا الصوت وصفًا يجعله من الأصوات التي يهتز الوتران الصوتيان اهتزازًا شديدًا عند النطق بها، ويطلق على هذا النوع من الأصوات اسم: "الأصوات المجهورة"، ولكن النطق الحالي لهذا الصوت في قراءتنا للعربية الفصحى لا يجعل الصوت مجهورًا، أي أن الوترين الصوتيين لا يهتزان اهتزازًا يذكر عند النطق بالقاف في نطقها التقليدي على مستوى الفصحى، فكيف نتج الاختلاف؟ هل تطورت القاف من صوت مجهور إلى صوت غير مجهور؟ وكيف كانت القاف القديمة؟ يرى بعض اللغويين أن هذه القاف القديمة هي القاف البدوية أعنى الجاف البدوية، وليعد القارئ الكريم بسمعه إلى البدو يقول "هو جال لي وأنا جلت له"، إن هذه الجاف مجهورة فعلا وقد تكون هي القاف التي عرفها سيبويه. ويرفض بعض الباحثين هذا التفسير قائلين: بأن القاف القديمة تشبه الغين الحالية أي تشبه النطق العامي الحالي للقاف في السودان والكويت والخليج العربي١.

ويرى بعض الباحثين أن هذا الصوت هو الوريث الحقيقي للقاف القديمة. أن ظواهر التطور الصوتي كثيرة وحسبنا مع ضيق المكان ما ذكرناه.


١ حول الجانب الصوتي في لهجة الكويت، انظر: عبد العزيز مطر: خصائص اللهجة الكويتية، الكويت فبراير ١٩٦٩، وقد ناقش الباحث هذه القضية ص٣٤–٣٥.

<<  <   >  >>