للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دارا كثيرا في مؤلفاته بمعنى النحو١ وليس استخدام مصطلحي العربية وعلم العربية عند الزبيدي سمة فردية خاصة، فالمصطلحان وردا في كتب مغربية وأندلسية كثيرة٢، كما وردا في تراجم أندلسية تناقلتها كتب الطبقات٣، وهناك مواضع كثيرة عند ابن خلدون توضح أن المغاربة والأندلسيين كانوا قد اعتادوا حتى عصره التعبير عن النحو بمصطلح "العربية" أو "علم العربية". لقد وصف ابن خلدون كتاب سيبويه بأنه في علم العربية وأن ألفية ابن مالك في العربية أيضا٤ وإذا كان ابن خالويه، ت ٣٧٠هـ، وهو أحد علماء المشرق قد استخدم عبارة "أهل صناعة النحو" فإن ابن خلدون وهو مغربي قد ذكر في نفس المعنى عبارة "أهل صناعة العربية"٥، وقد أطلق ابن خلدون على القواعد النحوية مصطلحين مترادفين هما: "قوانين العربية"، و"القوانين النحوية"٦. ومن هذا كله يتضح أن المغاربة


١ وصل إلينا كتاب نحوي للزبيدي في مخطوطين اثنين:
الأول: مخطوط مكتبة الجامع المقدس بصنعاء٧١ نحو عنوانه فيها: "الواضح في علم العربية"، ومنه مصورة في دار الكتب بالقاهرة. والثاني: مخطوط الإسكوريال ٢/ ١٩٧ وعنوانه فيها: "الواضح في النحو" انظر: لحن العامة للزبيدي، مقدمة: عبد العزيز مطر٨.
٢ ووصف ابن عصفور، ت ٦٦٩، التصريف بأنه من "علم العربية" انظر: الممتع ٣٧/١ باعتبار أن "علم العربية" يضم كل ما يتعلق ببناء الجملة وبناء الكلمة.
٣ وردت كلمة "العربية" في تراجم أندلسية نقلها السيوطي في بغية الوعاة ١/ ٧، ١/ ٨، ١/ ٩.
٤ مقدمة ابن خلدون ١٢٣١.
٥ قارن: الحجة في القراءات السبع ص ٣٨، مقدمة ابن خلدون ١٢٣١/ ١٢٧٨.
٦ مقدمة ابن خلدون ١٢٤٨.

<<  <   >  >>