للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو جعفر بن جرير الطبري، ثم أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الدجوني، ثم أبو بكر بن مجاهد، ثم قام الناس في عصره وبعده بالتأليف في أنواعها جامعًا ومفردًا، وموجزًا ومسهبًا، وأئمة القراءات لا تُحصى، وقد صنف طبقاتهم حافظ الإسلام أبو عبد الله الذهبي، ثم حافظ القرَّاء أبو الخير بن الجزري"١.

وقال الإمام ابن الجزري في "النشر": "أول إمام معتبر جَمع القراءات في كتابٍ أبو عبيد القاسم بن سلام، وجعلهم فيما أحسب خمسة وعشرين قارئًَا، مع هؤلاء السبعة، وتوفي سنة "٢٢٤هـ" ثم قال: وكان في أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط، وتوفي سنة "٣٢٤هـ" ثم قال: وإنما أطلنا في هذا الفصل لما بلغنا عن بعض من لا علم له أن القراءات الصحيحة هي التي عن هؤلاء السبعة، بل غلب على كثير من الجهال أن القراءات الصحيحة هي التي في الشاطبية والتيسير"٢.

والسبب في الاقتصار على السبعة مع أنه في أئمة القرَّاء مَن هو أجلُّ منهم قدرًا أو مثلهم إلى عدد أكثر من السبعة، هو أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيرًا جدًّا, فلما تقاصرت الهمم اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة والاتفاق على الأخذ عنه فأفردوا من كل مصر إمامًا واحدًا.


١ "الإتقان"، ص٧٣.
٢ نقل ابن حجر في "الفتح" هذا، وأثبته الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري" جـ١ ص٦٥ هامش، وابن الجزري: هو محمد بن محمد بن محمد، أبو الخير شمس الدين الشهير بابن الجزري، شيخ القرَّاء في زمانه، من أشهر كتبه: "النشر في القراءات العشر" توفي سنة ٨٣٣ هجرية, والشاطبية: هي المنظومة المنسوبة إلى الإمام أبي محمد القاسم الشاطبي المتوفى سنة ٥٩٠ هجرية، نظم فيها كتاب "التيسير" في ١١٧٣ بيتًا، وسماها "حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع المثاني"، وكتاب "التيسير في القراءات السبع" لأبي عمرو الداني، من أئمة القرَّاء، توفي سنة ٤٤٤ هجرية.

<<  <   >  >>