للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- التعريف والتنكير:

للتنكير مقامات: منها: إرادة الوحدة كقوله: {وََجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى} ١, أي رجل واحد - أو إرادة النوع كقوله: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} ٢, أي نوع من الحياة، وهو طلب الزيادة في المستقبل، لأن الحرص لا يكون على الماضي ولا على الحاضر - أو هما معًا كقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} ٣, أي كل نوع من أنواع الدواب من أنواع الماء، وكل فرد من أفراد الدواب من فرد من أفراد النطف - أو التعظيم كقوله: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ} ٤, أي حرب عظيمة - أو التكثير كقوله: {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} ٥, أي أجرًا وافرًا - أو هما معًا كقوله: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} ٦, أي رسل عظام ذوو عدد كثير - أو التحقير كقوله: {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} ٧, أي من شيء هين حقير مهين - أو التقليل كقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} ٨, أي رضوان قليل منه أكبر من الجنات لأنه رأس كل سعادة.

وأما التعريف فله مقامات تختلف باختلاف كل نوع من أنواع التعريف.

ويكون بالإضمار لأن المقام مقام المتكلم، أو الخطاب، أو الغيبة وبالعلمية لإحضاره بعينه في ذهن السامع ابتداء باسم يخصه - أو لتعظيمه كقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} ٩، أو إهانته كقوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ١٠، وبالإشارة لبيان حاله في القرب كقوله: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} ١١، أو لبيان حاله في العبد كقوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ١٢،


١ القصص: ٢٠.
٢ البقرة: ٩٦.
٣ النور: ٤٥.
٤ البقرة: ٢٧٩.
٥ الشعراء: ٤١.
٦ فاطر: ٤.
٧ عبس: ١٨.
٨ التوبة: ٧٢.
٩ الفتح: ٢٩.
١٠ المسد: ١.
١١ لقمان: ١١.
١٢ البقرة: ٥.

<<  <   >  >>