نسبه وحياته: هو أبو القاسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري – ولد في السابع والعشرين من شهر رجب سنة ٤٦٧هـ "سبع وستين وأربعمائة" بزمخشر، وهي قرية كبيرة من قرى خوارزم، وتلقى العلم في بلاده، ورحل إلى بخارى في طلبه، وأخذ الأدب عن شيخه منصور أبي مضر، ثم رحل إلى مكة وجاور بها زمانًا، فقيل له "جار الله" وبها ألَّف كتابه في التفسير "الكشاف في حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" وتوفي الزمخشري سنة ٥٣٨هـ "ثمان وثلاثين وخمسمائة"، بجرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة، ورثاه بعضهم بأبيات منها:
فأرض مكة تذري الدمع مقلتها ... حزنًا لفرقة جار الله محمود
علمه ومؤلفاته: والزمخشري إمام من أئمة اللغة والمعاني والبيان، وكثيرًا ما يجد القارئ في كتب النحو والبلاغة استشهادات له من كتبه للاحتجاج بها، فيقولون: قال الزمخشري في كشافه، أو في أساس البلاغة، وهو صاحب رأي وحجة في كثير من مسائل العربية، وليس من هؤلاء النفر الذين ينهجون نهج غيرهم فيجمعون وينقلون، ولكنه صاحب رأي يقتفي غيره أثره وينقل عنه، وله تصانيف في الحديث والتفسير والنحو واللغة والمعاني والبيان وغير ذلك، منها: كتابه في تفسير القرآن "الكشاف"، والفائق في تفسير الحديث، والمنهاج في الأصول، والمفصل في النحو، وأساس البلاغة في اللغة، ورءوس المسائل الفقهية.
مذهبه وعقيدته: والزمخشري حنفي المذهب، معتزلي العقيدة، يؤوِّل الآيات وفق مذهبه وعقيدته بلحن لا يدركه إلا الخاصة، ويسمِّى المعتزلة: إخوانه في الدين من أفاضل الفئة الناجية العدلية.
تفسيره: وكتاب الكشاف للزمخشري من أشهر كتب المفسرين بالرأي، الماهرين في اللغة، وينقل عنه الآلوسي، وأبو السعود, والنسفي، وغيرهم من