للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لفظ "كاد"]

وللعلماء في "كاد" مذاهب:

أحدها: أنها كسائر الأفعال نفيًا وإثباتًا، فإثباتها إثبات ونفيها نفي، لأن معناها المقاربة، فمعنى كاد يفعل: قارب الفعل، ومعنى ما كاد يفعل: لم يقاربه، فخبرها منفي دائمًا، ولكن النفي في الإثبات مستفاد من معناها، لأن الإخبار بقرب الشيء يقتضي عرفًا عدم حصوله، وإلا لم يتجه الإخبار بقربه, أما إذا كانت منفية فلأنه إذا انتفت مقاربة الفعل اقتضى عقلًا عدم حصوله، ويدل له قوله تعالى: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} ١, ولهذا كان أبلغ من قوله: "لم يرها" لأن من لم ير قد يقارب الرؤية.

والثاني: أنها تختلف عن سائر الأفعال إثباتًا ونفيًا، فإثباتها نفي، ونفيها إثبات، ولذا قالوا: إنها إذا أثبتت نفت، وإذا نفت أثبتت، فإذا قيل: كاد يفعل، فمعناه أنه لم يفعله بدليل قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} ٢,


١ النور: ٤٠.
٢ الإسراء: ٧٣.

<<  <   >  >>