للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد بينت ما يُقطع, وقراءة: "وله أخ أو أخت من أم فلكل واحد منهما السدس"١, فقد بيَّنت أن المراد الإخوة لأم، ولذا قال العلماء: "باختلاف القراءات يظهر الاختلاف في الأحكام".

قال أبو عبيد في "فضائل القرآن": المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها، كقراءة عائشة وحفصة: "والصلاة الوسطى صلاة العصر"٢، وقراءة ابن مسعود: "فاقطعوا أيمانهما"، وقراءة جابر: "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم"٣ ... قال: "فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسِّرة للقرآن، وقد كان يُروى مثل هذا عن التابعين في التفسير فيُستحسن، فكيف إذا رُوِي عن كبار الصحابة، ثم صار في نفس القراءة، فهو أكثر من التفسير وأقوى، فأدنى ما يُستنبط من هذه الحروف معرفة صحة التأويل"٤.

والقرَّاء السبعة المشهورون الذين ذكرهم أبو بكر بن مجاهد وخصَّهم بالذكر لما اشتهروا به عنده من الضبط والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة واتفاق الآراء على الأخذ عنهم هم:

١- أبو عمرو بن العلاء شيخ الرواة: وهو زيان بن العلاء بن عمار المازني البصري، وقيل اسمه يحيى، وقيل اسمه كنيته، وتوفي بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة "١٥٤هـ" وراوياه:

الدوري، والسوسي، فأما الدوري: فهو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري النحوي، والدور: موضع ببغداد، توفي سنة ست وأربعين ومائتين "٢٤٦هـ".


١ النساء: ١٢ بدون عبارة: "من أم".
٢ البقرة: ٢٣٨ بدون عبارة: "صلاة العصر".
٣ النور: ٣٣ بدون عبارة: "لهن".
٤ انظر "الإتقان" جـ١ ص٨٢.

<<  <   >  >>