للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُجاب على من قال: إنه كلام جبريل، بأن هذا قول فاسد لوجوه:

أحدها: أن المسلمين أجمعين إذا تلوا آية قالوا: قال الله تعالى، ولو كان هذا قول جبريل لقالوا: قال جبريل.

الثاني: أن هذا الذي بين دفتي المصحف بإجماع المسلمين هو كتاب الله، وعلى قولهم فإنه يكون كتاب جبريل.

الثالث: أن الله تعالى قال: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} ١. وعلى قولهم، ما نزَّله من ربك، إنما نزَّله من كلام نفسه.

الرابع: أن الله تعالى قال: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ} ٢، وقال: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} ٣.. وعلى قولهم لا يكون هذا صحيحًا، وإنما يكون المسموع كلام جبريل.

ويُجاب على من قال: إنه كلام محمد بأن هذا باطل لتلك الوجوه الآنفة الذكر كلها. ومن وجه آخر، فإنهم وافقوا الوليد بن المغيرة في قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} ٤.. فدخلوا معه في الوعيد بقوله تعالى: {سَاُصْلِيهِ سَقَرَ} ٥..

ويرد عليهم من الجواب ما أجاب الله تعالى به المشركين بقوله سبحانه: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ, فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} ٦..

وسبق أن ذكرنا الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي.

فمن خصائص القرآن:

١- أنه مُعْجِز.

٢- قطعي الثبوت.

٣- يُتَعَبَّدُ بتلاوته.

٤- ويجب أداؤه بلفظه، والحديث القدسي -على القول بنزول لفظه- ليس كذلك.


١ النحل: ١٠٢.
٢ التوبة: ٦.
٣ البقرة: ٧٥.
٤ المدثر: ٢٥.
٥ المدثر: ٢٦.
٦ الطور: ٣٣، ٣٤.

<<  <   >  >>