للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤- {لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} ١.

١٥- {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} ٢.

١٦- {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} ٣.

واختلفوا في هذا النوع من الآيات الذي يسمونه إرسال المثل، ما حكم استعماله استعمال الأمثال؟

فرآه بعض أهل العلم خروجًا عن أدب القرآن، قال الرازي في تفسير قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} ٤: "جرت عادة الناس بأن يتمثلوا بهذه الآية عند المتاركة، وذلك غير جائز؛ لأنه تعالى ما أنزل القرآن ليتمثل به، بل يتدبر فيه، ثم يعمل بموجبه".

ورأى آخرون أنه لا حرج فيما يظهر أن يتمثل الرجل بالقرآن في مقام الجد، كأن يأسف أسفًا شديدًا لنزول كارثة قد تقطعت أسباب كشفها عن الناس فيقول: {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} ٥، أو يحاوره صاحب مذهب فاسد يحاول استهواءه إلى باطله فيقول: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} والإثم الكبير في أن يقصد الرجل إلى التظاهر بالبراعة فيتمثل بالقرآن حتى في مقام الهزل والمزاح٦.


١ المائدة: ١٠٠.
٢ البقرة: ٢٤٩.
٣ الحشر: ١٤.
٤ الكافرون: ٦.
٥ النجم: ٥٨.
٦ بلاغة القرآن ص٣٣.

<<  <   >  >>