للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "الكوثر نهر أعطانيه ربي في الجنة" ١.

وقد أفردت كتب السٌّنَّة بابًا للتفسير بالمأثور عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال الله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ٢.

ومن القرآن ما لا يُعلم تأويله إلا ببيان الرسول -صلى الله عليه وسلم- كتفصيل وجوه أمره ونهيه، ومقادير ما فرضه الله من أحكام، وهذا البيان هو المقصود بقوله, صلى الله عليه وسلم: "ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه".

ثالثًا- الفهم والاجتهاد: فكان الصحابة إذا لم يجدوا التفسير في كتاب الله تعالى، ولم يجدوا شيئًا في ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اجتهدوا في الفهم، فإنهم من خُلَّص العرب، يعرفون العربية، ويُحسنون فهمها، ويعرفون وجوه البلاغة فيها.

واشتهر بالتفسير من الصحابة جماعة منهم: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأُبَيُّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعائشة، على تفاوت فيما بينهم قلة وكثرة، وهناك روايات منسوبة إلى هؤلاء وغيرهم في مواضع متعددة من تفسير القرآن بالمأثور تتفاوت درجتها من حيث السند. صحة وضعفًا.

ولا شك أن التفسير بالمأثور عن الصحابة له قيمته، وذهب جمهور العلماء إلى أن تفسير الصحابي له حكم المرفوع إذا كان مما يرجع إلى أسباب النزول وكل ما ليس للرأي فيه مجال. أما ما يكون للرأي فيه مجال فهو موقوف عليه ما دام لم يُسنِده إلى رسول الله, صلى الله عليه وسلم.


١ أخرجه أحمد ومسلم.
٢ النحل: ٦٤.

<<  <   >  >>