للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعتبر ابن عربي زعيم التصوف الفلسفي النظري وهو يفسر الآيات القرآنية تفسيرًا يتفق مع نظرياته الصوفية سواء أكان ذلك في التفسير المشهور باسمه، أو في الكتب التي تُنْسب إليه كالفصوص، وهو من أصحاب نظرية وحدة الوجود.

فهو يفسر مثلًا قوله تعالى في شأن إدريس عليه السلام: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّا} ١, بقوله: "وأعلى الأمكنة المكان الذي يدور عليه رحى عالَم الأفلاك، وهو فَلَك الشمس، وفيه مقام روحانية إدريس.. ثم يقول: وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين، كما قال تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} ٢, في هذا العلو وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة".

ويقول في تفسير قوله تعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} ٣,:"اتقوا ربكم: اجعلوا ما ظهر منكم وقاية لربكم، واجعلوا ما بطن منكم -وهو ربكم- وقاية لكم، فإن الأمر ذم وحمد، فكونوا وقاية في الذم، واجعلوه وقايتكم في الحمد تكونوا أدباء عالِمين"٤.

فهذا التفسير ونظائره يحمل النصوص على غير ظاهرها، ويغرق في التأويلات الباطنية البعيدة، ويجر إلى متاهات من الإلحاد والزيغ.


١ مريم: ٥٧.
٢ محمد: ٣٥.
٣ النساء: ١.
٤ انظر "التفسير والمفسرون" جـ٢ ص٧، ٨.

<<  <   >  >>