٤- التفسير البياني للقرآن الكريم، لعائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ":
من نسائنا المعاصرات اللاتي أسهمن بنصيبهن في الأدب العربي والفكر الاجتماعي - الدكتورة عائشة عبد الرحمن، المشهورة بـ "بنت الشاطئ".
وقد تولت التدريس في كلية الآداب بالقاهرة، وفي كلية التربية للبنات. وتناولت في تدريسها تفسير بعض سور القرآن القصار. وطبعت ذلك في "التفسير البياني للقرآن".
وبنت الشاطئ تهتم في تفسيرها بالبيان العربي وتذكر في المقدمة أنها اهتدت إلى هذه الطريقة لمعالجة مشكلاتنا في حياتنا الأدبية واللغوية، وأنها بحثت ذلك في عدة مؤتمرات دولية، ففي مؤتمر المستشرقين الدولي في الهند سنة ١٩٦٤ – كان موضوع البحث الذي شاركت به في شُعبة الدراسات الإسلامية، هو "مشكلة الترادف اللغوي، في ضوء التفسير البياني للقرآن الكريم" تقول: "وفيه بيَّنت كيف شهد التتبع الدقيق لمعجم ألفاظ القرآن - واستقراء دلالاتها في سياقها، بأن القرآن يستعمل اللفظ بدلالة محدودة، لا يمكن معها أن يقوم لفظ مقام آخر، في المعنى الواحد الذي تحشد له المعاجم اللغوية وكتب التفسير، عددًا قَلَّ أو كثر من الألفاظ المقول بترادفها".
وتعيب بنت الشاطئ على الانشغال في دروس الأدب بالمعلقات والنقائض والمفضليات ومشهور الخمريات والحماسيات عن الاتجاه إلى القرآن الكريم، ثم تقول:"ونحن في الجامعة نترك هذا الكنز الغالي لدرس التفسير، وقَلَّ فينا مَن حاول أن ينقله إلى مجال الدراسة الأدبية الخالصة التي قصرناها على دواوين الشعر، ونثر أمراء البيان".
والتفسير البياني محاولة لا بأس بها لتحقيق الأغراض التي تهدف إليها بنت الشاطئ، وهي تعتمد في ذلك على كتب التفسير التي لها عناية بوجوه البلاغة القرآنية، وتُعبِّر تعبيرًا أدبيًّا راقيًا١.
١ من محاذير هذا النهج في التفسير أنه يَغفل جوانب القرآن المتعددة من أسرار الإعجاز في معانيه وتشريعاته، وأحكامه ومبادئه للحياة الإنسانية الفاضلة. ويتخذ من النص القرآني مادة للدراسة الأدبية كالنص الشعري أو النثري، ودراسة النصوص الأدبية تعتمد على الذوق اللغوي الذي يتفاوت من شخص لآخر بتفاوت ثقافته.