يحاكي أصوات كثير من الحيوانات والأشياء للإشارة إليها "فو" = الطيارة أو السيارة، "آاْ"= الدجاجة، "أأْ آ"= الضرب ... إلخ", مع أنه في هذه المرحلة ما كان يستطيع النطق إلّا بأربع كلمات.
ويسلك الطفل في تقليده لهذا النوع طريقتين: أحداهما أن يلفظه في صورته الطبيعية, أي: في أصوات مبهمة، وفي هذه الطريقة على الأخص تظهر مهارة الطفل، وثانيتهما أن يمثله في أصوات ذات مقاطع وأصوت مد ""ماء" لثغاء الخروف، "كاك" لصوت الدجاجة "هَوْ هَوْ" لنباح الكلب ... وهم جرا".
ثانيًا: ومن أهم الظواهر المتعلقة بالدلالة في هذه المرحلة الأمور الآتية:
١- على الرغم من أن فهم الطفل لمعاني الكلمات يبدو لديه في المرحلة السابقة لمرحلة التقليد -كما تقدمت الإشارة إلى ذلك١، فإن درجة فهمه تظل مدة طويلة ضعيفة وغير دقيقة, ويبدو هذا في مظاهر كثيرة من أهمها ما يلي:
أ- أنه في أوائل هذه المرحلة يستخدم الكلمات القليلة التي يستطيع النطق بها استخدامًا واسعًا, يدل على عدم دقته في فهم مدلولاتها, فيحمل كلًّا منها من المعاني أكثر مما يحتمله، ويعبر بها عن جميع ما يرتبط بمعناها الأصلي برابطة ما, وقد يتجاوز هذا كله فيعبر بها عن أمور لا صلة لها مطلقًا بمعناها الأصلي؛ فيطلق مثلًا "الكاكا" على الدجاجة، والإناء الذي تقدم فيه، والطاهي الذي يعدها، وغرفة الطهو التي تعد فيها، والسكين الذي تذبح به، والقفص الذي تحبس فيه، والبيضة التي تبيضها ... وقد يتجاوز هذا كله فيطلقها على شيء أجنبي عنها؛ كالمكتب مثلًا, لأدنى ملابسة في ذهنه, أو لاضطراب معناها لديه, وقد لاحظت أن ابنتي عفاف في أوائل سنتها الثالثة تطلق كلمة "ننا" على النوم وما يشتق منه، وعلى جميع الأمور التي تشبهه أو تمت إليه بصلة.