للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي يخرج على الولد من بطن أمه" إلى معنى الذبيحة التي تنحر عند حلق الشعر١ وتكذيب كلمة ete "فصل الصيف" التي كانت مؤنثة في الأصل لمجاورة مدلولها مجاورة زمنية لمدلول كلمة مذكرة وهي printimps فصل الربيع٢, وتارة يعتمد على علاقة المشابهة؛ كتحول معنى "الأفن" "وهو في الأصل قلة لبن الناقة" إلى معنى قلة العقل والسفه، وتحول معنى "المجد" "وهو في الأصل امتلاء بطن الدابة من العلف" إلى معنى الامتلاء بالكرم.... وهلم جرا٣.

٥- أن التطور الدلالي في غالب أحواله مقيد بالزمان والمكان, فمعظم ظواهره يقتصر أثرها على بيئة معينة وعصر خاص, ولا نكاد نعثر على تطور دلالي لحق جميع اللغات الإنسانية في صورة واحدة ووقت واحد..

٦- أنه إذا حدث في بيئته ما ظهر أثره عند جميع الأفراد الذين تشملهم هذه البيئة, فسقوط علامات الإعراب في لغة المحادثة المصرية مثلًا لم يفلت من أثره أي فرد من المصريين.

ومن هذه الخواص يتبين فساد كثير من النظريات القديمة بصدد هذا التطور.


١ المزهر للسيوطي ج١ ص٣٠٧.
٢ كانت الفصول في الفرنسية القديمة من حيث التذكير والتأنيث على النحو التالي: الربيع "مذكر"، الصيف "مؤنث"، الخريف "مذكر"، الشتاء، مذكر", ثم انتقل تأنيث الصيف إلى الخريف, وانتقل فيما بعد تأنيث الخريف إلى الشتاء، فأصبحت الفصول جميعًا مؤنثة ما عدا الربيع، ولكن تذكير الربيع لم يلبث أن انتقل فيما بعد إلى الصيف، وتذكير الصيف رد إلى الخريف والشتاء نوعهما المذكر القديم، فأصبحت جميع الفصول مذكرة في الفرنسية الحالية V. Dauzat, op. cit., l ٥٦
٣ قد يعتمد انتقال الدلالة من حالة إلى حالة على علاقة التضاد بين الحالتين "إطلاق الكلمة مثلًا على ضد مدلولها القديم", والتضاد في الواقع مظهر من مظاهر التشابه؛ إذ لا يوجد تضاد إلّا بين شيئين يشتركان في صفة ما, فلا يوجد بينما تضاد كالأحمر والطويل مثلًا. "انظر كلمة عن التضاد في اللغة العربية بكتابنا "فقه اللغة" الطبعة السابعة صفحات ١٩٢-١٩٨.

<<  <   >  >>