غامضًا مرنًا كثر تقلبه وضعفت مقاومته لعوامل الانحراف, ويساعد على وضوح مدلول الكلمة عوامل كثيرة؛ من أهمها أن تكون مرتبطة بفصيلة من الكلمات معروفة الأصل, ويعمل على إبهامها عوامل كثيرة من أهمها أن لا تكون لها أسرة معروفة الأصل متداولة الاستعمال.
٣- عوامل تتعلق بأصوات الكلمة؛ فثبات أصوات الكلمة يساعد على ثبات معناها، وتغيرها يذلل أحيانًا السبيل إلى تغيره, وذلك أن في الذهن ما دامت محتفظة بصورتها الصوتية، وقوة هذه الصلة تساعد على ثبات مدلولها، على حين أن تغير صورتها الصوتية يضعف صلتها في الأذهان بأصلها وأسرتها ويبعدها عنهما، وهذا يجعل معناها عرضة للتغير والانحراف, فالوصف اللاتيني vivus مثلًا ظل محتفظًا بمعناه, وذلك لقوة ارتباطه عن طريق هذه البنية بأفراد أسرته vivere, veta etc, ولكنه لم يلبث بعد أن تغيرت صورته الصوتية الفرنسية إلى Vif أن أخذ يتعرف شيئًا فشيئًا، عن مدلوله القديم حتى بعد عنه وأصبح يدل الآن على الوصف بالقوة والحدة والنشاط, وذلك لأن تغير صورته الصوتية باعد ما بينه وبين أفراد أسرته "vivre, vivant etc" فعرض مدلوله لهذا الانحراف. ومن هذا القبيل كذلك كلمة Sage, فإن انحراف صورتها الصوتية إلى هذا الوضع قد عزلها عن أفرد فصيلتها "savoir, savant" وعرض مدلولها للتغير، فانحرف من معنى العالم إلى معنى الهادئ المطيع.
٤- عوامل تتعلق بالقواعد, فقد تذلل قواعد اللغة نفسها السبيل إلى تغير مدلول الكلمة، وتساعد على توجيهه وجهة خاصة, فتذكير كلمة "ولد" مثلًا في العربية "ولد صغير" قد جعل معناها يرتبط في الذهن بالمذكر، ولذلك أخذ مدلولها يدنو شيئًا فشيئًا من هذا النوع, حتى أصبحت لا تطلق في كثير من اللهجات العامية إلّا على الولد من الذكور, وكذلك كلمة homo في اللاتينية, فقد كانت تطلق في الأصل على