للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملاحظة, ووصلوا بفضل هذه الطريقة -على الرغم من قرب العهد بها- إلى كثير من النتائج بصدد العلاقة بين اللفظ والسمع، وأخطاء الأذن، والفرق بين الأصوات الغنائية والأصوات الكلامية، واختلاف النطق بالحروف باختلاف الأمم والمناطق وباختلاف السن، وتعلم اللغات الأجنبية، وكسب الطفل للغته، وتعليم الصم الكلام ... وهلمّ جرَّا. وينتظر أن يتسع نطاق هذه الطريقة في المستقبل, وأن يصل الباحثون على ضوئها إلى حلّ كثيرٍ من المشكلات الصوتية التي لا تزال قائمة إلى الآن.

وقد يصحب التجربة في هذه الشعبة استخدام الأجهزة كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، ولكن هذا ليس ضروريًّا؛ فالطريقة التجريبية تتحقق في كل حالة يحاول فيها الباحث تكوين ظاهرة لغوية أو إثارتها, ولو لم يستخدم في ذلك أيّ جهاز صناعي، كأن يطلب إلى الشخص الذي تُجْرَى عليه الملاحظة أن ينطق بكلمة ما، أو يغيّر من أوضاع حروفها, ويطلب إليه النطق بها, أو ينطق بها أمامه, ويطلب إليه تكرار ما سمعه.. وهلم جرا.

واستخدمت هذه الطريقة كذلك في الظواهر اللغوية المتعلقة بالدلالة "السيمنتيك"، ووصل بفضلها العلماء إلى نتائج ذات بالٍ, وبخاصة في دراسة اللهجات واللغات العامية "الدياليكتولوجي", فلم يكتف الباحثون في هذه الناحية بملاحظة الأشخاص وهم يتحدثون في حالاتهم العادية، بل لجئوا كذلك إلى التجارب, أي: إثارة الظواهر اللغوية وتوجييها في النواحي التي تتيح لهم الوقوف على حقيقة أو استنباط قانون.

ومن الواضح أن تجارب هذه الشعبة لا مجال فيها لاستخدام الأجهزة, فمادة التجارب فيها لا تتجاوز الأسئلة والأجوبة، ووسائل إصدار الظواهر وتسجيلها وملاحظتها لا تتجاوز أعضاء الجسم والقوى العقلية, وذلك بأن يطلب الباحث مثلًا إلى الشخص الذي تُجْرَى

<<  <   >  >>