للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أبو علي الفارسي, وأبو القاسم الزجاج, وقد كتب كلاهما كتبًا مختصرة للمتعلمين يحذو فيها حذو سيبويه، ثم المازني والسجستاني ثم المبرد, ومدرسة المحدثين من الكوفيين الذين كان على رأسهم الكسائي ثم الفراء, صاحب كتاب "الحدود"، ثم ابن السكيت وابن سلام، ثم ثعلب, وقد حدث بين هذه المدرسة ومدرسة المحدثين من البصريين خلاف في طائفة كبيرة من المسائل, وفي إعراب كثير من آي القرآن، ونشأت بينهما مساجلات طريفة, فاضت بها كتب الأخبار, وابن خالويه صاحب "كتاب ليس" و"رسالة في إعراب ثلاثين سورة من القرآن"، وابن جني "صاحب كتب "سر الصناعة" في النحو, و"شرح تصريف المازني" و"اللمع" في النحو, و"المحتسب" في إعراب الشواذ، و"علل التثنية".. وغيرها, وجماعة المتأخرين الذين جاءوا بمذهبهم في الاختصار والاستيعاب لجميع أبواب العلم، فوضعوا أهم كتب النحو والصرف, وأكملها وأدقها وأكثرها تهذيبًا وتنقيحًا، ومن أشهرهم: الزمخشري "صاحب "المفصل" في النحو, وابن الحاجب "صاحب "الكافية" و"الشافية" في النحو والصرف، وابن معطي "صاحب ألفية في النحو"، وابن مالك "صاحب كتاب "التسهيل" و"الكافية الشافية" و"الألفية" الشهيرة"، وعز الدين الزنجاني, صاحب كتاب "تصريف العزى"، والسكاكي "صاحب كتاب "مفتاح العلوم" في النحو والصرف والبلاغة والعروض، وابن هشام, صاحب كتب "القطر" و"التوضيح" و"الشذور" و"المغني" ... وغيرها, وهو أكثر المتأخرين مؤلفات وأدقهم بحثًا١.

٣- علوم البلاغة، التي تشمل ثلاثة بحوث: المعاني, وموضوعه: بيان ما ينبغي أن يكون عليه الأسلوب العربي ليطابق مقتضى الحال


١ وقد شهد بذلك العلامة ابن خلدون في مقدمته؛ إذ يقول بصدد كتابه المغني: "استوفى فيه أحكام الإعراب مجملة ومفصلة, وتكلم عن الحروف والمفردات والجمل, وحذف ما في الصناعة من المنكر في أكثر أبوابها، وأشار إلى نكت إعراب القرآن كلها ... فوقفنا منه على علم جم يشهد بعلوّ قدره في هذه الصناعة, ووفور بضاعته منها ... وقوة ملكته واطلاعه".

<<  <   >  >>