للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على تدوينها، وضبط قواعدها، ونقد أسانيدها, فقطعوا بها شوطًا كبيرًا في سبيل الكمال, وأهمية هذه البحوث من الناحية اللغوية ترجع إلى الأمرين الآتيين:

أولًا: أنها توقفنا على كثير من نواحي اللهجات العربية في صدر الإسلام, وذلك أن اختلاف القراءات يرجع بعض أسبابه إلى اختلاف العرب في لهجاتها, وإلى أن الرسول -عليه السلام- كان يقرأ القرآن لكل قبيلة، بوحي من الله تعالى، بالطريقة التي تتفق مع لهجتها.

ثانيًا: أن معظم المؤلفات في القراءات قد اشتملت على بحوث دقيقة قيمة في أصوات اللغة العربية وطبيعتها وصفاتها وأنواعها ومخارجها، والمد وأحكامه ومدته، والغن وضروبه، وتأثر أصوات الكلمة أو الكلمات المتجاورة بعضها ببعض, وما إلى ذلك من مسائل "الفونيتيك"١ الخاصة باللغة العربية١.

٤- أدب اللغة وتاريخ الأدب والنقد الأدبي, نهضت هذه الفروع نهضة كبيرة في العصر العباسي، ولم تنفك منذ ذلك العهد إلى الآن، موضع عناية الباحثين من العرب وغيرهم، حتى أصبحت المكتبة العربية من أغنى مكتبات العالم في هذه الناحية، وأصبحت مراجع هذه الفروع من أكبر المراجع عددًا، وأوسعها نطاقًا، وأجلها قيمة٣.

٥- متن اللغة، وتنقسم مؤلفاته ثلاثة أقسام:

أ- معجمات ترمي إلى شرح المفردات، فترتب الكلمات ترتيبًا خاصًّا ليسهِّلَ على مَن يريد الوقوف على معنى أي كلمة الرجوع إليها


١ انظر معنى هذه الكلمة بصفحة ٧, رقم ٣.
٢ انظر تفصيل الكلام في موضوع القراءات بكتابنا "فقه اللغة" الطبعة السابعة بصفحتي ١٢٢، ١٢٣.
٣ لضعف العلاقة التي تربط هذه البحوث بموضوعنا لم نر كبير حاجة للكلام عن تاريخها وأشهر المؤلفين فيها كما فعلنا في الفروع السابقة.

<<  <   >  >>