للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإخلال، فكان هذا أيضا باعثًا له على تأليف هذا الكتاب.

وتلك غاية تعليمية محضة، ولا شك أن له غاية أسمى، وهي المساهمة غير المباشرة في خدمة كتاب الله العزيز الذي أنزل بلسان عربي مبين، وذلك بالحفاظ على سلامة هذا اللسان، وتنقيته من شوائب اللحن وعيوب الفصاحة.

أما عن الزمن الذي ألف فيه أبي سهل هذا الكتاب فقد ذكر في السماع الذي دونه على الورقة الأولى أن شهاب بن أبي الرجال الشيباني الذي ألف له الكتاب، فرغ من سماعه منه في شهر ذي الحجة سنة سبعة وعشرين وأربعمائة (٤٢٧ هـ)، وسجل شهاب بخطه في الورقة الأخيرة من الكتاب أنه فرغ من سماع الكتاب كله بقراءة مؤلفه أبي سهل في داره بمصر لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجة، في السنة نفسها.

فالظاهر من فحوى هذا السماع أن أبا سهل قد انتهى من تأليف كتابه هذا في أحد الأشهر الواقعة قبل شهر ذي الحجة من سنة سبع وعشرين وأربعمائة أو في وقت قريب منها، لأننا لا نشك أن شهابا الذي ألف هذا الكتاب استجابة لطلبه، لا بد أن يكون حريصا على سماعه من مؤلفه فور الانتهاء منه.

وقد أشار أبو سهل في هذا الكتاب إلى جملة من آثاره التي تناولت مسائل لغوية دقيقة لا يقدم عليها إلا من اكتمل نضجه العلمي، وهذه الآثار جميعا ذكرها مترجموه أو من نقل عنه من العلماء، ولم يذكروا له

<<  <  ج: ص:  >  >>